قد تبدو النوافذ الدائرية في الطائرات والسفن تفصيلاً جمالياً أو خياراً في التصميم، لكنها في الواقع قرار هندسي منقذ للحياة.
ويعود السبب الرئيسي لهذا الشكل، أو التصميم، للضغط، فعندما تكون النافذة مربعة أو مستطيلة، تتجمع الضغوط عند الزوايا الحادة، مما يجعلها نقاط ضعف قد تتسبب في حدوث شقوق دقيقة تتحول لاحقاً إلى كسور قاتلة.
في البحر، خلال الحرب العالمية الثانية، كانت سفن الشحن ليبرتي مزودة بنوافذ مربعة. ومع أمواج الأطلسي العاتية وضعف اللحامات، تحولت الزوايا إلى بؤر تشقق أدت أحياناً إلى انقسام السفينة إلى نصفين.
وفي الجو، ما بين 1953 و1954، تحطمت ثلاث طائرات دي هافيلاند كوميت بسبب الضغط المتكرر على نوافذ مربعة، حيث انطلقت الشقوق من الزوايا وانتهت بكوارث جوية.
لذلك اعتمد المهندسون النوافذ الدائرية أو البيضاوية، لأنها توزع الضغط بشكل متساوٍ على كل الحواف، فلا توجد "زاوية ضعيفة".
ولهذا السبب، حتى أبواب الطائرات والسفن تأتي بزوايا منحنية.
إذن، الدائرة ليست مجرد شكل هندسي أنيق، بل درع خفي يحمي الأرواح في البحر والجو.