الأردن اليوم أمام اختبار حقيقي لشجاعة شعبه ووعي دولته. التهديدات لا تأتي من فراغ، ولا يمكن أن نواجهها بالكلمات الفارغة أو البيانات القبلية المتفرقة. الدفاع عن الأردن واجب دولة وشعب معا، ومسؤولية كل مواطن قادر على حمل السلاح وحماية وطنه وعرضه.
آن الأوان لأن تعلن الدولة النفير العام، وأن يعود الجيش الشعبي الرديف بكل قوته، بحيث يتدرب كل مواطن – صغيرا كان أم كبيرا – على حمل السلاح، وعلى الدفاع المدني والإسعافات الأولية، وعلى مواجهة أي تهديد محتمل. كل مواطن يجب أن يكون جزءا من منظومة الدفاع الوطني، لا مجرد متفرج ينتظر الأحداث.
لقد آن الأوان لإدراك حقيقة بسيطة: قوة الجبهة الداخلية هي الدرع الأول ضد أي اعتداء. المواطن الأردني هو صمام الأمان، وعزيمته وإيمانه ووحدته الوطنية هي ما سيصنع الفارق في أي مواجهة.
أما من يظن أن البيانات القبلية أو التصريحات على الورق تكفي، فهو مخطئ. العدو لا يحترم الكلمات، بل القوة المنظمة، التدريب الجاد، والاستعداد الحقيقي. وإذا حاول أي معتد المساس بأرض الأردن أو بكرامة شعبه، فليعلم أن كل شبر من أرضنا سيكون محميا بشعب مستعد للتضحية بكل شيء من أجل حريته وكرامته ووطنه.
لكن لا يمكن أن نطالب المواطن بأن يقف في الصفوف الأولى دفاعا عن وطنه، وهو لا يشعر بالكرامة في حياته اليومية. الدولة القوية هي التي تحصن شعبها من الداخل، وتضمن له حياة كريمة، وفرص عمل، وعدالة اجتماعية، وخدمات تحفظ إنسانيته. حين يشعر المواطن أن الدولة تحميه وتخدمه، فإنه سيحميها بروحه ودمه، أما إذا عاش في ضيق وقهر وتهميش، فسيجد صعوبة في أن يمنحها ولاءه المطلق.
اليوم، كل يد مسلحة، كل قلب مؤمن، وكل عقل واع يجب أن يكون جزءا من دفاع الوطن. الأردنيون لا ينتظرون ولا يترددون، لكنهم بحاجة إلى خطط واضحة، وأفعال حقيقية، وأبطال على الأرض، لا كلمات رنانة على الورق.
الوطن يحتاج النفير العام الآن، لا غدا. كل مواطن أردني مدعو لأن يكون جزءا من هذه المهمة الوطنية، لكن على الدولة أن تتذكر دائما أن الدفاع عن الوطن يبدأ بالدفاع عن كرامة المواطن.