بحكم هذه المهنة؛ وبحكم الالتزام الوطني، الساعي لخير الوطن والدولة، أجد نفسي مرغما على الحديث بشكل واضح، تأكيدا على مفاهيم وأهداف غالية بالنسبة لكل أردني صادق، منحاز لوطنه ولدولته، وفوق التأكيد، تحذيرا من مغبة التراجع، والنكوص..
من بين التصريحات الكثيرة الصادرة عن سياسيين وغيرهم، بشأن التعديل الوزاري على حكومة د. جعفر حسان، أتناول أهمها على الإطلاق، قول: (إن الوزراء الجدد سيلتزمون بالإستراتيجيات التي كان أسلافهم ينتهجونها، في تطوير أداء وزاراتهم).. هذا كلام جميل، ننادي به دوما، ونهاجم طريقة تشكيل الحكومات بسببه، لأننا شهدنا نحن، والتاريخ، والأرشيف العام، ردّة، محرّمة في سياسات بناء الدول والأوطان، وكثيرا ما تراجع المسؤولون الجدد، عن خطط وبرامج وسياسات من سبقهم، وحاز الوطن على «المراوحات، والتأجيل» في أحسن الأحوال، حتى لا نقول خسرنا وخسرت الدولة والوطن، بسبب مبدأ «لكل شيخ طريقة»، بينما الشيخ والبرنامج والطريقة، للدولة التي تمثلها الحكومة كلها، وليس وزيرا منها.
أتحدث عن تجربة، وبحكم أنني مستشار إعلامي لوزارة الزراعة، فأنا جزء منها على امتداد حوالي 8 سنوات، وهي الحالة التي يعيشها قطاع الزراعة، وبعيدا عن المزايدات والشخصنة، فإنني وبكل طمأنينة ورضى أقول، بأن القطاع الزراعي انتقل نقلة نوعية، وطرأت عليه تغييرات جذرية، وأحدث تطويرا على البنية التحتية لهذا القطاع، ولا أتحدث عن ملف بعينه، ولا عن الحالات التي لا يؤيدها البسطاء إلا في حال «لمسوها» بيديهم، لكن الذين يتحدثون عن قطاع رئيسي في حياة وطن، وينظرون إلى المستقبل، يمكنهم التحدث والتفكير بغير الشأن اليومي، الذي كان كثيرون منا يتناولونه وفق ثقافة كلاسيكية، نمطية، تعرضت بدورها لتغيير وتطوير، لا يقل أهمية عن التطوير الحاصل على البنى التحتية..
الملف كبير ولا يمكن تناوله في مقالات ولا حتى في كتاب، وهذه واحدة من الأعباء الثقيلة الملقاة على كاهل الوزير الجديد للزراعة، الذي يلمّ بالكثير عن القطاع بحكم سيرته الوظيفية، لكنني لا أعرفه على صعيد «الرؤية» وعلى صعيد «القدرة على مجاراة التحديات والتعامل معها»..
اليوم؛ وبحكم التزامي المعروف، بالدولة وبما ينفع الناس والوطن، أجده واجبا أن أذكر دولة الرئيس بتصريحه حول برامج وأداء الوزراء الجدد جميعا، فنحن أحوج ما نكون لمثل هذه السنّة الحميدة في إدارة الشأن العام من هذا المستوى، وهو مستوى القيادات السياسية للوزارات، فيجب أن تعمل كلها وفق نسق موضوعي، يعزز الإنجاز، ويذهب مباشرة للتحديات، ويقوم بحلها، وفق رؤية مستقبلية، لا تهمل أية تحديات متوقعة .
لا أتحدث شخصنة، ولا أقبلها على نفسي، وأؤكد تحفظي على جوانب ما من أداء وزراء عملت معهم، آملا أن تلتزم الحكومة بتصريح رئيسها البرامجي المطلوب، وهو تنفيذ الخطط وليس التراجع عنها أو تأجيلها.