قول واضح، وحسم ملكي يضع الأمور في نصابها الصحيح، بل الواقعي، فما نشعر به تجاه الحرب على أهلنا في غزة مشاعر غضب، يقابلها مشاعر فيّاضة من الإنسانية والحب والسعي للتضامن وتقديم المساعدة للغزيين، فهذا هو الأردن، وهؤلاء هم الأردنيون، ورغم التفافنا حول هذا الواقع كثيرا إلاّ ان أحدا لم يتمكن من قوله بهذا الوضوح والحسم، ففي قول جلالته الواقع بحرفيّته.
جلالة الملك عبد الله الثاني لدى لقائه شخصيات إعلامية في قصر الحسينية، يوم الأربعاء الماضي، تحدث بكل وضوح وبمكاشفة كبيرة، واضعا جلالته واقع الحال أمام الصحفيين وكتاب المقالات في الصحف الورقية اليومية، بكل وضوح وشفافية، ليُخرج أي جدليات من مساحاتها الضبابية، سواء كان فيما يتعلق بجهود الأردن تجاه الأهل في غزة إنسانيا وإغاثيا أو فيما يتعلق بجهود الأردن سياسيا ودبلوماسيا تجاه غزة، وكذلك التفاعل الشعبي مع الأهل في غزة، بتفاصيل دقيقة ومفصلية، جعلت من المشهد أكثر وضوحا، ومن تفاصيله أكثر حسما.
جلالة الملك خلال اللقاء وجّه رسائل غاية في الأهمية، محليا وخارجيا، أكد خلالها على موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والاستمرار بجهوده لوقف الحرب على غزة واستمرارية مد يد العون والإغاثة للأهل في غزة، وكما قال جلالته «استمرار الأردن بتقديم كل ما يستطيع من منطلق الواجب الأخلاقي والإنساني والعروبي»، لافتا إلى جهود المملكة الدبلوماسية واللقاءات مع قادة ألمانيا وكندا أخيرا والاتصالات المستمرة مع القادة العرب والشركاء الدوليين للضغط باتجاه إنهاء الحرب على غزة وتكثيف الاستجابة الإنسانية ، بتأكيد من جلالته أن ما تمر به غزة يؤلمنا، ويمس إنسانيتنا في الصميم، لم نر ولم نسمع هذا الموقف وبهذا الوضوح والحسم، فقد قالها جلالته وحسمها دون أي جدليات أو ضبابية يصر البعض فرضها على المواقف الأردنية.
وفي موقف وكلمات واضحة، ورسالة إنسانية سياسية عظيمة لفت جلالة الملك إلى أنه لا تخفى على أحد مشاعر الغضب التي تعصف بقلوب الأردنيين جراء ما يحدث في غزة من قتل وتجويع، «وأنا أول من يشعر بذلك»، فهو الملك عبد الله الثاني صاحب الكلمة الحق، والموقف الواضح، فهذه الحقيقة صدح بها جلالة الملك بموقف داعم للأهل في غزة، ومن هذا الموقف يستمد الأردنيون عزمهم بمساندتهم للغزيين، وكما قال جلالته «إنه على يقين تام «بأن جميع أبناء وبنات شعبنا الأردني العظيم يودون مساعدة الأشقاء في غزة بكل الطرق الممكنة، فأنا أعرف شعبي الأصيل حق المعرفة، وهذا هو دأب الأردنيين، نشامى وشجعان، صادقون ومستعدون لبذل كل ما بوسعهم لمساعدة أشقائهم»، وهذا هو الواقع وهذه هي الصورة كاملة أردنية عظيمة، يقف بها الشعب خلف القيادة يسير على ذات الدرب، داعما ومساندا لغزة، فهو يقين الملك.
وفي رسالة تجيب على كل المتحدثين بموقف الأردن من دعم الأهل في غزة، بقول واضح أن الأردن مستمر بدعم الأشقاء في غزة، دون انتظار الشكر، هذا هو الأردن بلد أبو الحسين، يقدّم الدعم ويدرك جيدا أن الحاجة أكبر من حجم المساعدات، كما أنه يقدّم ولا ينتظر الشكر، إذ قال جلالته «مستمرون في تقديم كل ما بوسعنا من منطلق واجبنا الأخلاقي والإنساني والعروبي، الذي لا نمن به ولا ننتظر الشكر عليه»، فهذه رسالة بحجم موقف واضح، وإجابة ورد حاسم لكل من يتحدث عن مواقف الأردن، الذي لا ولم ولن ينتظر الشكر على ما يقدمه لأنه يقوم بدوره الإنساني والأخلاقي.
لقاء هام، تضمن رسائل هامة، ورد على جدليات كثيرة، ومكاشفة ملكية أمام الصحافة الورقية اليومية، بكل تفاصيل واقع الحال، لقاء وضع محددات لقضايا المرحلة، وحسم نقاشات وجدليات تحديدا المتعلقة بموقف الأردن الإغاثي للأهل في غزة، إضافة لموقف الأردن في المفاوضات واللقاءات الدولية الداعمة للغزيين، وغيرها من التفاصيل التي تحدث بها جلالة الملك بشكل حاسم وواضح.