أولويات الملك وقضاياه

في كل جولات الملك في دول العالم ولقاءاته مع قادتها، وفي كل مؤتمر ومنتدى واخرها زيارته امس الى المانيا وتواصله الهاتفي مع ترامب ورئيس الوزراء البريطاني ولقائه رئيس الوزراء الكندي، في كل هذا التواصل مع العالم من السهل توقع جدول أعمال اللقاءات ومضمون المباحثات قبل ان يكون العدوان على غزة وبعده.

القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها ومحاولات التأثير على مواقف الدول دعما للحق الفلسطيني ومناهضة السياسات الاسرائيلية، والسعي لدولة فلسطينية، وبعد العدوان على غزة أصبح السعي لوقف العدوان هدفا وسعيا دائما والى جانبه المسار الإنساني الذي كان الاردن فيه سباقا لخطوات كبرى ومبادرا مع الأشقاء والأصدقاء والمنظمات الإنسانية الدولية لفعل كل شيء ممكن أن يخفف ما أمكن من آثار العدوان على أهل غزة.

جدول اعمال لم يتغير لان مايجري من عدوان لم يتوقف واثاره تزداد على الإنسان الفلسطيني في مواجهة تطرف اسرائيلي سياسي وعسكري وعمل لايتوقف من حكومة الاحتلال لقتل فكرة الدولة الفلسطينية.

وكانت سوريا منذ أن بدأت ازمتها عام ٢٠١١ ملفا يسعى الملك للتأثير في أحداثه بمسارات متوازية سياسيا حيث الدعوة لحل سياسي وانساني باستقبال اكثر من مليون شقيق سوري على الأرض الاردنية وعمل من مؤسسات الدولة لحفظ أمن الاردن واستقراره.

وعندما اختار الشعب السوري حكما جديدا كان الاردن منحازا لخيار الأشقاء وعاملا بكل امكاناته لوحدة واستقرار سوريا تحت حكم يمثل كل السوريين، وفي كل لقاء للملك مع قادة العالم وآخرها جولته الأخيرة ولقاءات الأمس كانت سوريا حاضرة عبر عمل أردني يساهم في استقرار الدولة الجارة.

بلا كلل او ملل لا يتوقف الملك عن حمل قضايا الأشقاء ويسعى لفعل كل الممكن والتأثير على قناعات دول العالم الكبرى بما يخدم الأشقاء عبر جدول اعمال واضح ومعلوم وخطاب وسعي يمكن لكل منصف ان يرى فيه الاردن واولوياته.