تمتد اليد الأردنية لغزة ليس الآن، إنما منذ أشهر ومنذ ما يقارب العامين، بل كان وبقي الأردن سباقا في كافة المبادرات التي ساعدت الأهل في غزة غذائيا وإغاثيا وإنسانيا، وصحيا وطبيا، وغدا اليوم الدرب الأكثر ثقة للغزيين في وصول المساعدات لهم، وللعالم في إيصال المساعدات من خلاله، ولم ينظر يوما أي ردة فعل أو كلمات شكر أو مواقف من أي جهة، بل على العكس طالما أكد الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني أن ما يقدمه للأهل في غزة هو واجب، وما يزال هناك تقصير بكل ما قدم ويقدمه.
الأردن في غزة، حالة إنسانية يرى بها الغزيون يقين الفرج، ويقين وصول العون لهم، فلم يخذل الأردن بقيادة جلالة الملك الأهل في غزة، وكان على العهد دوما، إنسانيا، كما لم تتوقف الجهود الدبلوماسية والسياسية لإيقاف الحرب وضمان إرسال المساعدات بكميات كبيرة ومستمرة، وهذا واقع يعيشه ويلمسه الغزيون، ويصلنا نحن كصحفيين يوميا عشرات الرسائل التي تحكي عما في قلوبهم لجلالة الملك والأردن من حبّ وعرفان.
وحقيقة في الوقوف على حجم العون الأردني للأهل في غزة، سندخل في أعداد تقدّر بملايين المواد الإغاثية والإنسانية والغذائية، تبدأ بأحجام كبيرة كان الأردن بها أول من كسر الحصار على غزة، وتستمر بجهود تبذل اليوم بحجم لا يمكن وصفه بالمطلق، لعظمة حجمه وآثاره الكبيرة على أرض الواقع الغزّي، فلم يترك الأردن بتوجيهات مباشرة ومتابعة شخصية من جلالة الملك عبد الله الثاني درب مساعدة إلاّ وقام به مادّا يد العون للغزيين بكل حبّ وعطاء لا يشبه سوى الأردن والأردنيين.
وفي أحدث حدث بهذا الشأن، أرسلت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بالتعاون مع منظمات دولية إغاثية وبالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي 4 قوافل مساعدات برية إلى قطاع غزة، وفق ما أعلنته الهيئة أمس، وكانت القوافل محملة بالمواد الغذائية، وبشكل أساسي مادة الطحين.
وبذات الوقت شددت الهيئة على أن الأردن يستعد لإرسال المزيد من القوافل الإغاثية بعد الحصول على ضمانات لإيصال المواد وتوزيعها على مستحقيها، وبلغ مجموع الشاحنات التي أرسلت ضمن القوافل الثلاث نحو 147 شاحنة بالتنسيق مع برنامج الغذاء العالمي (111 شاحنة)، والمطبخ المركزي العالمي (36 شاحنة)، إذ تمكنت الهيئة بالتعاون مع المطبخ المركزي العالمي من إدخال القافلة الأخيرة التي أرسلت أمس الأول، فيما قالت الهيئة إنها تمكنت أمس من إدخال قافلة واحدة من المساعدات إلى القطاع عبر معبر «زيكيم» الحدودي، والتي تضم 36 شاحنة، بعد أن أبدى المطبخ المركزي العالمي استعداده تأمين دخول المساعدات إلى غزة وتوزيعها على الأهالي بالقطاع.
هي جهود يلمسها الأهل في غزة، وينتظرها كل طفل ومرأة وغزي، ويسألون عنها لإيمانهم بأنها الأكثر تلمسا لاحتياجاتهم، وأنها متواصلة ولم تنقطع، إلاّ لظروف خارجة عن يد الهيئة، لكن يقينهم بأن الأردن مستمر وأنه الأقدر على إيصال المساعدات التي يحتاجون، وعدالة التوزيع كل ذلك يجعل من الأردن الداعم الأساسي لهم، بل الداعم المنفرد لهم بتفاصيل كثيرة، من أهمها تحمّله مخاطر إيصال المساعدات وبذل كافة الجهود لإيصالها.