الجرائم في الضفة

ما يحصل في الضفة الفلسطينية، امتداد لما يحصل من جرائم وانتهاكات وبطش في قطاع غزة، صحيح أن القتل والتدمير والقصف الإسرائيلي الرسمي المنظم من قبل جيش الاحتلال، هو الأقوى والأعنف في قطاع غزة، حيث يتم قتل المدنيين الفلسطينيين بالعشرات يومياً، وتحول القتل إلى حالة عادية متكررة، حتى العالم بدا غير مهتم، أو غير مبالٍ، لما يجري، من قتل للأطفال وللنساء، للكهول مع الرجال والشباب، ويتم سرد أرقام القتلى الشهداء من المدنيين الفلسطينيين وتحولت إلى حالة متكيفة، باستثناء الأمين العام للأمم المتحدة الذي يهتم بما يجري ويُطالب بوقف المجازر الإسرائيلية والتجويع والحصار ضد الفلسطينيين، أما العالم الأوروبي الأميركي المتحضر، فهو أكثر انحيازاً للمستعمرة وصمتاً على جرائمها، ومتفهماً لما تفعله، مع أن جنود جيش الاحتلال الذين «يتلذذون» بقتل الفلسطينيين وبعضهم «يتسلى» باصطيادهم، أو يتنافسون فيما بينهم في كيفية توجيه القنص، وكأن الفلسطينيين حالة دونية لا تستحق الاهتمام كبشر، مما دفع بعض جنود المستعمرة، لأن يُصرح أن عمليات قتلهم للفلسطينيين تتم بتعليمات قياداتهم العسكرية، تنفيذاً لسياسات حكومة الائتلاف اليمينية المتطرفة التي يقودها نتنياهو.
ما يحصل في الضفة الفلسطينية أولاً من قبل جيش الاحتلال ضد المخيمات وإزالتها وتشريد أهلها، وثانياً من قبل المستوطنين المستعمرين وقطعانهم وعصاباتهم السياسية المنظمة ضد القرى والأحياء الفلسطينية، تنفيذاً لسياسة «تطهير» الضفة الفلسطينية من شعبها، من أهلها، من سكانها، من أصحابها، يمارسون التطهير العرقي، والتشريد الجماعي، والعمل حثيثاً لجعل مدن وقرى الضفة الفلسطينية غير آمنة، بهدف واضح جلي، تقليص الوجود البشري الإنساني العربي الفلسطيني من أرض فلسطين.
الصراع كان ولايزال ومستديم بين الفلسطينيين والإسرائيليين على عاملي: الأرض والبشر، وقد تمكنوا من احتلال كامل خارطة فلسطين، ولكنهم فشلوا استراتيجياً من طرد وتشريد وترحيل كامل الشعب الفلسطيني، إذ تمكنوا من تشريد نصف الفلسطينيين عامي 1948 و1967، خارج وطنه، وبقي نصفه الآخر أكثر من سبعة ملايين نسمة، مازالوا مقيمين صامدين متشبثين في أرضهم، في وطنهم، ولذلك تسعى المؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية والاستيطانية الاستعمارية في ممارسة كل الوسائل وأساليب التضييق لجعل أرض فلسطين طاردة عنوة أو خياراً لشعبها نحو الهجرة والترحيل، وفق خطة الوزير العنصري المتطرف سموترتش «خطة الحسم» بإعطاء الفلسطينيين ثلاثة خيارات:
1- الهجرة وتسهيلها لهم نحو أميركا وكندا وشمال أوروبا واستراليا، 2- أن يعيش كمقيم بدون حقوق المواطنة، 3- القتل لمن يتمرد أو يرفض أو يُقاوم.
ما يفعله المستوطنون المستعمرون في الضفة الفلسطينية بحماية جيش المستعمرة وأجهزتها برنامج وأساليب عدوانية تدميرية تهجيرية خطرة، تحتاج لبرامج إسناد، وخطط مواجهة، ودعم عربي وإسلامي ومسيحي وعالمي لبقاء الفلسطينيين وصمودهم، بهدف إحباط خطة الحسم، وهجمات المستوطنين المنظمة ضد أهالي الضفة الفلسطينية في القتل والحرق والتدمير.
فلسطين بحاجة للإسناد وهي وشعبها يستحقون التضامن والانحياز ولروافع داعمة.