أنا شخصيا؛ وغيري كثيرين، خسرنا هذه الحرب، أعني «التعاليل» التي أشغلت وربما أشعلت ليلنا، وعلى وجه الدقة: أشعلت حوالي 12 ليلة، بمصابيح، كانت رجوما للصهاينة، القتلة المجرمين، الذين يهدرون الدم العربي الفلسطيني على مدار الساعة..
الذي سيطر على اهتمامي ليس عدد الصواريخ الإيرانية، ولا أين سقطت، فأنا لم أهتم بها البتة، وأحيان ينظر أبنائي إليها من الشبابيك، او حتى من فتحتة السيارة العلوية، وأنا «زاهد» تماما بهذا المنظر.. لكنني اعتبرتها صواريخ جميلة منيرة..
فالذي كان يستهلك وقتي فعلا هو متابعتي لحروب وحروف واغراض وأعراض أمراض الكلام، المقيمة فينا، نحن العرب «الشجعان».. كنت أضحك على ما يكتبون ويجودون، في الجلسات الواقعية الحيّة، أو عبر «مصحّات» السوشال ميديا، ولا أتحدث أو أتابع شاشات التلفزة «كلها»..
العقلاء، والحكماء والأغبياء، وحتى «أذكى الأذكياء»، نالوا قسطا من الحقائق والتنوير، من خلال متابعتهم لما جرى في أيام الحرب ال12، لكن ومهما كان حجم معرفتهم الجديدة، فكلها لا تعدل لقطة قادمة من غزة، لأن لون الدم وشكل الفجيعة والجريمة، وانمساخ الضمير العالمي، أفصح، وأصدق خبرا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اليوم، انطلقت حروب كلام جديدة، وأغلبها تتقصى الإجابة عن سؤال (من الطرف الذي انتصر في هذه الحرب؟)!!، وياله من سؤال، حين يجيب عنه او يطرحه «جنرال كبير» من جيوش السوشال ميديا العربية.. حقا يصدق القول عندئذ «نيالك يا الأطرم والأطرش والأعمى.. والميت».
كل البشر سبقوا العرب بملايين السنين الضوئية، وفراسخ في ميادين الحرب والثأر وإنزال العقاب، بمن ظلمهم أو نهبهم أو سلبهم غرة أمجادهم ...الخ.
لذلك نحن ندعو من تبقى على قيد الحياة الأردنية، أن يحرص على بلده أولاً... وأخيراً.