كيان الاحتلال الإسرائيلي، يزيح أميركا عن مكانتها وهيمنتها المطلقة على الشرق الأوسط، ويدفعها إلى الخلف، ويجعلها في انتظار قراراته، التي تتبعها فورًا أو بعد حين، والتي تدعمها فورًا أو بعد حين، كما أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يقلص نفوذ جمهورية ملالي إيران عبر وكلائها في الإقليم.
الحالة الآن: الذنب الصهيوني يحرك الديناصور الأميركي.
هذا التسليم الأميركي بدور الكيان الإسرائيلي، سيدفع دول الإقليم العربية إلى إعادة تعريف عقيدتها السياسية والعسكرية والأمنية، وإلى إعادة تركيب العلاقات والمكانات والتحالفات العربية والتركية والإيرانية، للتعامل مع هذه التحولات السياسية والأمنية والعسكرية الإستراتيجية الخطيرة العاصفة، وتفادي رعونة هذا الصعود الإمبراطوري الإسرائيلي الذي سيمارس المزيد من التنمر، المطمئن ليس فقط إلى الإفلات من العقاب، بل ونشوة القدرة على السيطرة والابتزاز والمعاقبة.
الصعود الإمبراطوري الإسرائيلي، وانحسار النفوذ الإيراني وإفلات زمام المبادرة من يديه، والفراغ الضخم الذي يتركه، ستلقي أعباء هائلة كبرى على القضية الفلسطينية، وعلى الأمن والمصالح الأردنية والمصرية والسعودية والتركية وباقي دول الإقليم.
الملف الجديد الذي سيفتحه الكيان الإسرائيلي هو ملف الميليشيات الطائفية الولائية العراقية، التي هي مخلب القط الإيراني، وواحدة من أوراق قوة الملالي، التي يمكن أن يطلقها في أية ساعة على القواعد الأميركية في الخليج العربي وبلاد الشام.
في اللحظة التاريخية التي ينزاح فيها الحرس الثوري الإيراني المتوحش، عن مقدرات الشعب السوري، وجزئيًا عن لبنان، تظل مقدرات شعبنا في الخليج العربي، في مرمى الابتزاز الإيراني وارتهاناته، الذي لم يكف عن التلويح بحرق الخليج وإغلاق مضيق هرمز، ووقف سلاسل إمداد 40% من الطاقة الدولية، واستمرار تسخير الوكلاء الحوثيين وتدمير مقدرات الشعب العربي اليمني، بحجة مضللة هي دعم غزة !!
تبرز بقوة الحاجة إلى مكافئ استراتيجي لصعود الكيان الإسرائيلي الشاقولي، الذي كان قبل كل ما عصف بالإقليم، متوحشًا متنمرًا متوسعًا.
عرب الشرق- تركيا- إيران، في حالة ضرورة واضطرار وإكراه قصوى، لإعادة صياغة علاقات تعاون، خالية متخففة من الأهواء والأطماع الإمبراطورية الفارسية والعثمانية.
قلت: «إذا وقعت إيران خسرنا، وإذا صمدت خسرنا».