نتائج لن تكون لصالح المستعمرة

تمكن نتنياهو وفريقه السياسي المتطرف: بن غفير، وسموترتش، وإسرائيل كاتس، متعمداً  نقل تركيز المشهد السياسي في منطقتنا من قطاع غزة إلى إيران، بدون أن يتخلى عن مواصلة حربه وهجومه وعدوانه عن قطاع غزة إلى إيران، وواصل قتل الفلسطينيين، وتدمير حياتهم وممتلكاتهم، حيث لا مصلحة له وقف الحرب، لأن وقف حربه على غزة تعني التسليم بالفشل والإخفاق، وتشكيل لجنة تحقيق على «التقصير» الذي وقع به، وبذلك ينتقل إلى المحاكمة على قاعدة «التقصير» ، وإنهاء حياته السياسية، كما حصل لكل من جولدا مائير ومناحيم بيغن.
 نتنياهو وفريقه السياسي المتطرف، وجيش المستعمرة وأجهزتهم الأمنية، فشلوا وأخفقوا، رغم ما سببوه من جرائم وآثام بحق المدنيين الفلسطينيين، واحتلالهم لكامل قطاع غزة، فشلوا وأخفقوا  في تحقيق اهدافهم :
1 - إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل.
2 - إنهاء المقاومة الفلسطينية، رغم اغتيال العديد من قياداتها العسكرية والسياسية والأمنية.
3 - ترحيل وطرد وتشريد أهالي قطاع غزة إلى خارج فلسطين.
إخفاق وفشل نتنياهو ترافق مع ضغوط واجهها من قبل ثلاثة أطراف:
أولاً: من قبل عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين طالبوا بوقف الحرب على غزة، والتوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى.
ثانياً: موقف القيادات العسكرية والأمنية الخمسة الذين استبدلهم: وزير الجيش،رئيس الاركان، رئيس الموساد، رئيس أمان، رئيس الشاباك الذين وصلوا إلى خلاصة مفادها أن لا هدف استراتيجي يمكن تحقيقه في قطاع غزة، باستثناء القتل والتدمير.
ثالثاً: الاحتجاجات والمظاهرات والمطالبات الأوروبية والأميركية المتضامنة مع الفلسطينيين، والرافضة لسلوك الإسرائيليين وجرائمهم ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الفلسطينية.
ولهذا قرر نتنياهو وتمكن من نقل مركز الاهتمام السياسي الإعلامي العسكري الأمني من قطاع غزة إلى إيران، بدون التخلي عن مواصلة ما يقترفه بحق الفلسطينيين من جرائم وانتهاكات وقتل جماعي.
حقق نتنياهو عنصر المفاجأة في الهجوم على إيران، رغم أن كافة الظواهر كانت تشير  على مقدمات هجومه العدواني، وبات وشيكاً بعد أن تخلص من قدرات: 1 - حركة حماس، 2 - حزب الله، 3 - الجيش السوري، وباتت له الأجواء مفتوحة ممهدة تحت غطاء أميركي كامل من قبل إدارة الرئيس ترامب وفريقه السياسي الصهيوني الأكثر انحيازاً ودعماً وتبنياً لتوجهات المستعمرة العدوانية التوسعية، وتوفير قدرات التفوق والمواجهة، بدون مشاركة أميركية مباشرة، رغم ما قاله نتنياهو أن هنالك دولاً تشارك معنا في المعركة ضد إيران، أو ما قاله المستشار الألماني أن ما تقوم به «إسرائيل» من عمل، يتم خدمة للمجتمع الدولي، إضافة إلى تصريحات ترامب العلنية المؤيدة الداعمة للمستعمرة، موحية عن استعداد الولايات المتحدة للمشاركة في الهجوم إذا أخفقت المستعمرة من تحقيق أهدافها في إيران.
كما وقعت المفاجأة على إيران بالمباغتة الإسرائيلية التي سببت الدهشة من الإغفال الإيراني للهجوم الإسرائيلي، مقابل ذلك وقعت المفاجأة على قدرة إيران على تحمل الضربة العسكرية الإسرائيلية المدمرة، والصمود وقدرتها على توجيه ضربات موجعة للإسرائيليين، واختيارها في توجيه ضربات مركزة على مؤسسات المجتمع الإسرائيلي الذي لم يواجه منذ عام 1948 بمثل هذا الهجوم، والمس بأمنهم، ودفع قطاعات متمكنة من الرحيل والخروج نحو أوروبا.
في كل الأحوال، ورغم غياب القراءة للنتائج المترتبة على الحرب بين إيران والمستعمرة، سيكون لها نتائج استراتيجية تُخل بحالة المستعمرة وقبولها، وتضييق فرص التطبيع لها مع العالمين العربي والإسلامي.