خبراء صحيون: «تأمين فئات من مرضى السرطان» خطوة جبارة

أكد خبراء صحيون أن برنامج التأمين الصحي الجديد لفئات واسعة من مرضى السرطان في المملكة في مركز الحسين للسرطان، دون الحاجة لاستصدار إعفاء طبي أو مراجعة أي مؤسسات بوزارة الصحة، يعد «خطوة جبارة».
وأوضحوا لـ «الدستور» أن القرار الذي أعلنت عنه الحكومة أمس، يأتي في إطار وضع حل شامل وجذري والتقدم بالطريق الصحيح للوصول إلى التأمين الصحي الشامل.
وكانت الحكومة قد أعلنت تأمين مرضى السرطان من الفئة العمرية «60 عاماً فما فوق» بالعلاج في مركز الحسين للسرطان، وهم الفئة الأكثر عُرضةً للإصابة حسب الدِّراسات المتخصصة، وكذلك تأمين جميع الأطفال الأردنيين ومن هم بسنّ 19 عاماً فما دون، بالعلاج في المركز، إضافة إلى تأمين جميع منتفعي صندوق المعونة الوطنية بالعلاج في المركز بغض النظر عن الفئة العمرية.
ويبدأ تنفيذ برنامج التأمين الجديد لعلاج السرطان في مركز الحسين للسرطان اعتبارًا من الأول من كانون الثاني 2026، وذلك بموجب اتفاقية وقعتها الحكومة مع مؤسسة ومركز الحسين للسرطان.
زيادة مطردة
  وقال خبير الصحة العامة الدكتور جورج عريشي إن مرض السرطان يشكل تحديا صحيا حقيقيا في المملكة بسبب وجود زيادة مطردة في نسبة الإصابات منذ العام 2015 بنسبة ارتفاع بلغت 40 % حسب وزارة الصحة، إذ يسجل الأردن حاليا 8 آلاف إصابة سنويا.
وأشار إلى العبء الكبير على الصحة، إذ تبلغ كلفة علاج السرطان في الأردن سنويا 350 مليون دينار على الأقل ضمن مؤشرات ذات منحى دقيق جدا، وهذه الزيادة ستصل إلى تكلفة مالية تبلغ 500 مليون دينار في 2030.
وأضاف أن قيمة الخطوة تشكلت في تأمين من هم بعمر 60 عاماً فما فوق، وهم الفئة الأكثر عرضةً للإصابة بالسرطان حسب الدراسات المتخصصة، بالعلاج في مركز الحسين للسرطان، والقيمة الأخرى هي إيجاد تأمين فعلي دائم وأكثر شمولية، ما يعد الطريق لتحقيق التأمين الصحي الشامل في الأردن والوصول إليه في 2030، وهذه الخطوة هي البداية الحقيقية لهذا الموضوع.
  قوة النظام الصحي
  خبير النظم الإدارية وإدارة المستشفيات والنظم الطبية الدكتور سعد الحاكم قال إن الاتفاقية دليل على مكانة وقوة النظام الصحي في المملكة، مشيرا إلى أن الأردن من الأنظمة الصحية التي أثبتت قدرتها على استيعاب مشاكلها الصحية مبكرا.
وأضاف: نرى أن هذه الخطوة وضعت لبنة أساسية ومهمة لحل العديد من المشاكل المترتبة على تقديم الرعاية الصحية بمختلف جوانبها والوصول إلى التأمين الصحي الشامل. وبين أن هذا القرار أزاح عقبة مهمة جدا في الطريق إلى التأمين الصحي الشامل نظرا لما يسببه هذا المرض من زيادة مقلقة إضافة إلى أن الأردن يعاني أساسا من ارتفاع كبير في الأمراض غير السارية الأخرى مثل أمراض القلب والسكري، وبذلك أزال القرار عقبة أمام الطريق الصحيح لتجاوز هذه التحديات.
  خطوة رائدة
المستشارة في إدارة نظم الخدمات الصحية الدكتورة سليمة المحسن أكدت أن الأردن لديه منظومة صحية جيدة جدا، وأن الخطوة التي اتخذتها الحكومة فيما يخص منح تأمين لمرضى السرطان خطوة رائدة ومميزة مقارنة بالممارسات الإقليمية والعالمية، وقياسا بموارد الدولة.
وقالت المحسن: هذه الخطوة دافع كبير للتعامل بشكل أكثر مرونة في تحديد الاحتياجات الدوائية وتحديد الحالة الصحية في المجتمع.
وأشارت إلى أنه حتى في مجال استيراد أو إنتاج الأدوية ضمن ثورة في علاج مرضى السرطان فإن هذه الخطوة ستدفع بكثير من الشركات العالمية الكبرى المصنعة للأدوية للتعاون مع المملكة لأن هذه الشركات تحرص على إدخال أدويتها في أنظمة شاملة، ما يمنح المملكة أفضلية في الأسعار على مستوى الإقليم.
وذكرت أن هذا الإجراء سيمكن الجهات المختصة من الوصول إلى بيانات دقيقة عن نظم المعلومات الصحية الخاصة بمرض السرطان، وهو أمر بالغ الأهمية، لأن عدم وجود هذا النظام يؤدي إلى خلل بمدى صحة التقديرات المستخدمة في تقارير الأوضاع الصحية في الدولة، وهذا يعد خللا في معرفة الأمراض الأكثر انتشارا والعمل على فهم طبيعة المجتمع بشكل أكبر.