قال نائب رئيس غرفة تجارة الأردن وممثل قطاع الخدمات والاستشارات، جمال الرفاعي، إن أي تحرّك من جانب إيران لإغلاق مضيق هرمز، أو من قبل الحوثيين لإغلاق باب المندب، سيؤدي إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار النفط عالميًا، نظرًا لأهمية هذين الممرين في حركة التجارة العالمية للطاقة.
وأوضح الرفاعي، في تصريحات أن أكثر من 20% من تجارة النفط العالمية تمر عبر مضيق هرمز، مشيرًا إلى أن إغلاقه سيجبر ناقلات النفط على اتخاذ مسارات بحرية بديلة، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في تكاليف الشحن، ومن ثم ارتفاع أسعار النفط.
وأضاف أن إغلاق باب المندب سيؤثر بشكل مباشر على ميناء العقبة، الذي سيكون من أكثر الموانئ عرضة للتأثر السلبي، مما سيؤدي إلى اضطراب في سلاسل الإمداد والتزويد، وارتفاع في أسعار الشحن، ينعكس بدوره على أسعار المواد في الأسواق، إلى جانب التأخير في إيصال البضائع بسبب اضطرار شركات الملاحة إلى سلوك مسارات بحرية بديلة.
وبين الرفاعي، أن الوضع الراهن في المنطقة خلق حالة من الارتباك الشامل في الإقليم، مما ينعكس على مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، لافتًا إلى أن أسعار النفط شهدت ارتفاعًا بنسبة تراوحت بين 9.5% و16% منذ اندلاع هذا التصعيد، نتيجة المخاوف من تعطل الإمدادات، في حين أن الأردن يعتمد بشكل رئيس على استيراد المشتقات النفطية من الأسواق الخارجية.
وأوضح أن أي توقف في تزويد الأردن بالغاز الطبيعي من إسرائيل سيؤدي إلى إرباك كبير في قطاع الطاقة، ما يتطلب استعدادات طارئة لتفادي أزمة محتملة.
وأشار إلى أن تطورات الأوضاع الأمنية، التي تدفع إلى إغلاق المجال الجوي مؤقتا، وتوقُّف العديد من شركات الطيران العالمية عن تسيير رحلاتها من وإلى مطار الملكة علياء الدولي، ستتسبب في خلل كبير في حركة النقل الجوي، مما ينعكس سلبًا على سلاسل التوريد والتصنيع.
وأكد الرفاعي ضرورة أن تبادر الحكومة إلى إعداد خطط طوارئ مسبقة للتعامل مع أي من السيناريوهات المحتملة، داعيًا إلى وضع خطة إنقاذ وطني للقطاعات الاقتصادية المتأثرة، خاصة في ظل ما وصفه بالإنهاك الناتج عن الأزمات المتلاحقة منذ جائحة كورونا، وما تبعها من أزمة الغذاء العالمية، والتطورات الجيوسياسية المتلاحقة، بما في ذلك العدوان الإسرائيلي على غزة والحرب مع إيران.