جهود كبيرة تفوق الوصف، تقوم بها كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على إيران، في إطار خطة تضمن بشكل مؤكد امن المملكة واستقرارها وسلامة مواطنيها، وبأدوات عملية يعيشها المواطنون ويستمدون منها يقين الأمن والأمان وأن الأردن تحميه سواعد نشامى لا يعرفون دربا للحياة سوى حبّ الوطن وحمايته. وفي رسالة عظيمة وهامة وجه جلالة الملك عبدالله الثاني أمس الأول خلال ترؤس جلالته اجتماعا لمجلس الأمن القومي، جرى خلاله بحث العدوان الإسرائيلي على إيران وما نتج عنه من تبعات على الإقليم، رئيس الوزراء ووزير الدفاع الدكتور جعفر حسان إلى «الحفاظ على أعلى درجات الجاهزية والتنسيق بين جميع أجهزة الدولة في التعامل مع الأحداث الراهنة، بما في ذلك اتخاذ الإجراءات التي تضمن أمن المملكة واستقرارها وسلامة مواطنيها»، وشدد جلالة الملك «على ضرورة مواصلة حث المواطنين على الالتزام بتعليمات السلامة الصادرة عن الجهات المختصة»، لتكون رسالة واضحة بأن الأولوية لأمن الوطن، وضرورة الالتزام بتعليمات السلامة وفي ذلك أمر هام جدا على الجميع التنبّه له ففي الالتزام نجاة وحماية وأمن حقيقي. في حديث جلالة الملك أهمية كبرى بتفاصيله كاملة، ففيما يوجّه الحكومة يؤكد على ضرورة مواصلة حث المواطنين على الالتزام بتعليمات السلامة الصادرة عن الجهات المختصة، وهو ما يجب أن يؤخذ به على محمل التطبيق الحرفي، ففي الوقاية سلامة مؤكدة، ويجب أن ندرك جميعا حجم الدور الذي تقوم به الأجهزة المختصة لغايات توفير الحماية للمواطنين ما يجعل من الالتزام مسؤولية وطنية علينا جميعا الالتزام بها، والتقيّد بتفاصيلها التي حقيقة أعدّت وفقا لأعلى معايير السلامة العامة والأمن والأمان، لضمان سلامة الوطن والمواطنين. للأسف ورغم كل التحذيرات، وصافرات الإنذار التي يتم إطلاقها للتحذير من خطر يمس أمن وسلامة المواطنين، إلاّ أننا نرى حالات من عدم الالتزام من قبل بعض المواطنين، بأي من إجراءات السلامة، وتعمّد الخروج لأماكن مكشوفة والتجمهر بها، دون الأخذ بمعايير السلامة وتعريض حياتهم وأحيانا حياة أطفالهم وأُسرهم للخطر، ولا يقف البعض عند هذا الحد من التجاوزات الخطيرة، إنما يذهبون لاختلاق أكاذيب وإشاعات بعيدة كل البعد عن الحقيقة، بتزييف للحقائق ووضع روايات من نفوسهم التي لا تريد خيرا للوطن. الالتزام بقواعد السلامة وإجراءات الأمن والأمان التي يتم الإعلان عنها من قبل الجهات الأمنية والعسكرية المختصة، وعدم التقيّد بالإجراءات التي ترافق إطلاق صافرات الإنذار، هو إخلال بمسؤولية وطنية علينا جميعا الالتزام بها، فكل كلمة وكل إجراء يصدر عن الجهات المختصة مدروس ووضع في إطار وطني يحمي الوطن والمواطن، وإدارة الظهر لذلك ليس فقط الحاق الضرر بمن لا يلتزم إنما هو ضرر عام، وتحميل الجهات المختصة جهدا إضافيا يضاف للجهود الجبارة التي يقومون بها خلال هذه المرحلة الصعبة والحساسة والتي تحتاج الوقوف صفا واحدا، صفا واحدا مع الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، فهي مسألة واضحة بعيدة عن أي جدليات أو نقاشات. المواطن الذي يسعى ويطالب بسلامة حياته وحياة أسرته، حتما الجهات المختصة تقوم بجهد عظيم لهذه الغاية، لكن بالمقابل يجب أن يكون هناك تعاون وتشاركية في تطبيق إجراءات السلامة والأمن، وهذا يحتاج فقط الالتزام، فقط الالتزام.