النقاط الرئيسية: * معدل بطالة الجامعيين في الأردن بلغ 27.2% عام 2024، وتجاوز 40% في بعض التخصصات. * 68 % من أصحاب العمل يشتكون من ضعف المهارات العملية لدى الخريجين. * 72 % من خريجي الجامعات الأردنية لم يسبق لهم الحصول على تدريب عملي. * 80 % من الوظائف الجديدة تتطلب خبرة أو تدريباً ميدانياً موثقاً. * 90 % من الشركات الناشئة لم تجد كفاءات تقنية بين الخريجين في 2023. * HTU تحقق نسبة توظيف 100% خلال أول 6 أشهر بعد التخرج. * أكثر من 140 شركة شريكة ضمن نموذج تعليمي قائم على المشاريع. * تدريب عملي مكثف بمتوسط 300 ساعة سنويًا لكل طالب. * تحديث المناهج يتم سنويًا (مقابل كل 3–5 سنوات في الجامعات الأخرى). * انتشار جغرافي للطلبة من 11 محافظة، وبرامج لزيادة تمثيل الإناث. * دعم لريادة الأعمال، نتج عنه أكثر من 40 شركة ناشئة عبر TechWorks. * شراكات دولية مع MIT، شيفيلد، والعديد من الجامعات ومراكز الابتكار. المحتوى: 1. خلفية رقمية وطنية. تشير أحدث بيانات دائرة الإحصاءات العامة الأردنية (2024) إلى أن معدل البطالة بين حملة الشهادات الجامعية بلغ 27.2%، فيما ارتفع هذا الرقم إلى أكثر من 40% بين خريجي تخصصات مثل الإعلام، علوم الحاسوب، والعلوم التربوية. أما بين الإناث الجامعيات، فقد بلغ معدل البطالة 35.7%. وتُظهر مسوح سوق العمل الوطنية أن 68% من أصحاب العمل يجدون صعوبات حادة في العثور على خريجين يمتلكون المهارات المطلوبة، سواء التقنية أو الشخصية. تظهر تقارير البنك الدولي ومنظمة العمل الدولية (2023) أن 72% من خريجي الجامعات الأردنية لم يحصلوا على تدريب عملي أثناء دراستهم، بينما تتطلب 80% من الوظائف الجديدة خبرة عملية أو تدريبًا ميدانيًا. وتبيّن من استطلاع وطني أجرته وزارة الاقتصاد الرقمي أن 90% من الشركات الناشئة في الأردن فشلت في إيجاد كفاءات تقنية مناسبة من بين الخريجين عام 2023. 2. تجربة جامعة الحسين التقنية (HTU). تأسست HTU لتكون ذراعًا تنفيذية للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ونجحت في بناء نموذج تعليمي يعتمد على «الشراكة التكاملية» مع القطاع الخاص، لا على الاكتفاء بالتعليم التقليدي. أبرز أركان النموذج: * التعليم القائم على المشاريع (Project-Based Learning). * تدريب عملي في كل فصل دراسي، بمعدل 300 ساعة سنويًا. * شراكات فاعلة مع أكثر من 140 شركة محلية ودولية. * مناهج يتم تحديثها دوريًا سنويًا بالشراكة مع الصناعة. * مراكز متخصصة للتعليم المكثف والدورات التقنية القصيرة (Bootcamps). 3. المقارنات الرقمية الوصفية. * متوسط ساعات التدريب العملي في HTU يصل إلى 1200 ساعة في أربع سنوات، مقابل أقل من 100 ساعة في معظم الجامعات. * نسبة تشغيل الخريجين في HTU بلغت 100% خلال 6 أشهر من التخرج، مقابل 27% على المستوى الوطني. * يتم تحديث مناهج HTU كل 12 شهرًا، مقابل 3–5 سنوات في الجامعات الأخرى. * 30 % من المحتوى الأكاديمي يتم عبر شراكة فعلية مع القطاع الخاص، مقارنة بأقل من 3% في الجامعات التقليدية. * أكثر من 140 شركة شريكة رسميًا مع HTU، بينما لا تتعدى الشراكات في الجامعات الأخرى العشر شركات. * أكثر من 85% من خريجي HTU يعملون في مجالاتهم مباشرة بعد التخرج أو يستكملون دراساتهم العليا. 4. التأثير على التعليم التقني الوطني. ساهمت HTU في خلق تحول مفاهيمي في التعليم التقني الأردني، حيث بدأت مؤسسات أكاديمية أخرى بمحاكاة نموذجها، خاصة في مسألتي التدريب العملي والشراكات مع القطاع الخاص. كما دفعت تجربتها الجهات الرسمية لمراجعة أطر الاعتماد الأكاديمي لمواءمتها مع متطلبات سوق العمل. 5. البنية التحتية والتقنيات الرقمية. الجامعة تمتلك مختبرات متخصصة في الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، أمن المعلومات، والطباعة ثلاثية الأبعاد. كما تعتمد نظام تقييم رقمي ذكي قائم على الأداء الحقيقي للطالب في بيئة محاكاة لسوق العمل، مما يعزز الجاهزية المهنية الفعلية. 6. الابتكار وريادة الأعمال. عبر مركز الابتكار التابع لها، أطلقت HTU أكثر من 40 شركة ناشئة. ويشرف هذا المركز على حاضنة TechWorks التي توفر التدريب، والإرشاد، والتمويل الأولي. كما تُعد من أوائل الجامعات التي أدرجت مفاهيم الابتكار الاجتماعي وريادة الأعمال التقنية في مناهجها. 7. الشمولية والعدالة التعليمية. HTU تمنح فرصًا تعليمية عادلة لطلبة من 11 محافظة أردنية، وتقدم منحًا دراسية تستهدف المحافظات الأقل حظًا. وقد بلغت نسبة الإناث الملتحقات بالتخصصات التقنية 34%، وهي نسبة أعلى من المعدل الوطني، وتعمل الجامعة على رفعها بشكل ممنهج. 8. التعاون الدولي. لدى الجامعة اتفاقيات تعاون مع مؤسسات عالمية مثل MIT، جامعة شيفيلد، وجامعات تقنية أوروبية وآسيوية. وتستضيف الجامعة خبراء دوليين ومحاضرين زائرين وتوفّر فرص تبادل طلابي ومشاريع مشتركة، مما يعزز بعدها العالمي. الخلاصة جامعة الحسين التقنية ليست فقط قصة نجاح محلية، بل هي نموذج إصلاحي عابر للحدود التقليدية للتعليم الجامعي. لقد أثبتت أن الربط الحقيقي بين التعليم وسوق العمل ليس خيارًا تجميليًا، بل ضرورة وطنية. وعلى صانعي السياسات تبني هذا النموذج ضمن استراتيجية وطنية تُعيد تصميم التعليم الجامعي والتقني من جذوره، وتُعلي من قيمة المهارة، الشراكة، والتدريب الفعلي كركائز للاعتماد والجودة. المراجع 1 - دائرة الإحصاءات العامة الأردنية، تقرير البطالة، الربع الرابع 2024. 2 - منظمة العمل الدولية والبنك الدولي، تقرير الفجوة المهارية في الأردن، 2023. 3 - وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، استطلاع الشركات الناشئة، 2023. 4 - HTU Annual Report 2024، منشورات الجامعة الرسمية. 5 - وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بيانات الاعتماد الأكاديمي 2024. 6 - TechWorks Innovation Hub – Portfolio Report 2023. 7 - World Bank – Education and Employability Study (MENA Region), 2022.