طالب خبراء ومهتمون بالبيئة بضرورة البحث عن طرق فاعلة لإنقاذ الأشجار النادرة «القيقب» في غابات عجلون ، سواء بتراجع نموها أو جفاف أنواع من التي تعرض الآلاف منها للجفاف شبه التام، مهددا بموتها تماما ، وتعرضها الى الجفاف جراء التغيرات المناخية وتراجع معدلات الأمطار حيث بدأت تظهر آثارها السلبية على الغابات في عجلون،
فيما اكدت مديرية زراعة المحافظة أن الوزارة أرسلت مؤخرا فرقا فنية متخصصة لتحديد أسباب الجفاف، وذلك في محاولة منها لإيجاد حلول لمعالجتها.
ووفق الدراسات العلمية والبحثية، فإن شجرة القيقب من الأشجار الكبيرة المعمرة المتفرعة المنتشرة بكثرة في جبال عجلون وجرش وإربد والسلط وأحراشها، وهي من الأشجار دائمة الخضرة، أي أنها تحمل أوراقها على مدار العام، كما أنها من الأشجار عالية الارتفاع، فقد يصل ارتفاع هذه الشجرة في بعض الأحيان إلى 7 أمتار أو يزيد، وذلك حسب نوع التربة المتواجدة بها.
ووفق المهندس الزراعي معاوية عناب، فإن الإفراط أو قلة الري يمكن أن يسبب إجهادا مائيا يؤدي إلى ذبول أشجار القيقب، كما يمكن لبعض العوامل البيئية الأخرى، مثل الرياح الجافة أو الرياح المحملة بالملح، أن تسبب احتراق أوراق القيقب، ما يستدعي الكشف على الأشجار المصابة ومواجهة الضرر وإجراء اللازم لمعالجة المشكلة.
ويقول الناشط البيئي المهندس خالد عنانزة، إن أشجار القيقب في محافظة عجلون تعاني هذا الصيف من حالات جفاف غير اعتيادية، ما دفع مديرية الزراعة إلى التحرك للكشف على هذه الأشجار النادرة والمهددة بالانقراض، مبينا أن الجفاف يعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تضرر أشجار القيقب، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص في المياه أو جفاف حاد.
وأضاف عنانزة أنه يمكن لتراجع رطوبة التربة بسبب تدني معدلات الأمطار، وكذلك الإجهاد الحراري الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة أو التعرض للشمس لفترات طويلة، أن يتسبب في ذبول أشجار القيقب وتساقط أوراقها.
أما الناشط علي القضاة، فيرى أنه يجب أن تكون هناك استجابة سريعة ومناسبة لحالات التضرر التي تطال أشجار القيقب، بما في ذلك بحث إمكانية إيجاد الري المناسب والعناية بالمناطق المصابة، وتكثيف الرقابة على غابات عجلون لوقف قطع الأشجار الجائر وحماية الثروة الحرجية من جميع أشكال التعدي والحرائق والجفاف. من جهته، أكد مدير زراعة المحافظة المهندس رامي العدوان، أن الفرق المتخصصة التي تفقدت أشجار القيقب المتضررة في غابات عجلون وبعض مناطق في جرش، كشفت عن جفاف هذه الأشجار التي تقدر أعدادها بالآلاف، وذلك بسبب التغيرات المناخية وتراجع المعدل المطري لموسم الشتاء الفائت إلى أقل من النصف، موضحا أنه لا يمكن تقديم أي رعاية لها حاليا، معربا عن أمله بأن تتعافى مجددا مع دخول فصل الشتاء المقبل.
وأضاف أن كوادر مديرية زراعة عجلون، ومنذ أن رصدت هذه الحالة، قامت بإجراءاتها للكشف على أشجار القيقب النادرة في مناطق مختلفة من المحافظة التي تم فيها رصد حالات جفاف غير اعتيادية تهدد هذا النوع النباتي المهم بيئيا والمصنف من الأنواع المهددة بالانقراض، مؤكدا أن الفرق عملت على تحديد أسباب الجفاف الذي أصاب أشجار القيقب والتوصية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الأضرار والحد من انتشارها قدر الإمكان. وأشار العدوان إلى أن أشجار القيقب تعد من الرموز البيئية المميزة في محافظة عجلون وأي تهديد تتعرض له يشكل خطرا على التوازن والتنوع البيئي في المنطقة، مشددا على أهمية تعاون المواطنين في الإبلاغ عن أي مظاهر تدهور تصيب الأشجار الحرجية لتمكين الجهات المختصة من التدخل السريع والحفاظ على الثروة الحرجية.
كما أكد التزام المديرية بمواصلة رصد الواقع البيئي للأشجار الحرجية، خصوصا الأنواع النادرة منها، لضمان استدامتها ودعم جهود الحفاظ على الغابات الطبيعية في عجلون، لا سيما شجرة القيقب في غابات عجلون، والتي تعد إحدى الأشجار الجميلة التي تنمو بين غابات البلوط والسرو والسنديان واللزاب في المناطق ذات الارتفاعات المتوسطة البحر، خاصة في عجلون.
وفي الذاكرة الشعبية، تأتي شجرة القيقب في المرتبة الثانية بعد شجرة الزعرور، فمن أغصانها كانوا يجهزون عصيهم نظرا لجمال قشرتها ونعومتها وسهولة تقشيرها وصلابة خشبها، مما يسهل عليهم تزيينها بالأبيض والأسود، وذلك بإزالة القشرة عن الجزء المرغوب تلوينه بالأسود وإبقائها على الجزء الذي يريدونه أن يكون أبيض، ثم يقومون بشيّها على نار هادئة مستخدمين نبات النتش في عملية الشواء، ثم بعد ذلك يقومون بتقشيرها ثانية فتصبح عصا جميلة ملونة.