إنها سيرة وطني ومسيرته، ثرية بالإنجازات التي لا تقف عند قطاع ولا تكتفي بحدّ معين، هو الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ومتابعة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد ، يحقق الإنجاز تلو الآخر، بروح وطنية وعزيمة أردنية قوّية وعطاء متجدد لا زمن له ليوقفه، فوقت الأردنيين لوطنهم لا يقاس بالساعات ، يقاس بعزيمتهم وقدرتهم المتجددة على الإنجاز، فالوطن يستحق الكثير بل الأكثر، فهي مسيرة وطني المستمرة.
ومن بذور الأمس، أزهرت أزهار الإبداع اليوم، وجاءت نتائج عمل لسنوات وجهود جبّارة بإبداع أردني جديد، نسجه نشامى لاعبي المنتحب الوطني عندما انتصروا على الفكرة قبل الأداء، وأعلنوا أنهم قادرون وأنهم أردنيون يحققون الإنجاز تلو الآخر، وحضروا على خارطة العالم رياضيا، ووضعوا الأردن على خارطة التميز العالمية عندما تأهلوا للمونديال، فهو الحلم يتحقق، وهو الفوز الذي يأتي بحجم انتصارات كروية عالمية.
لم تكن التفاصيل سهلة، كما لم تكن المسيرة دون صعوبات، لكن هو إصرار الأردنيين بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني ومتابعة سمو الأمير الحسين ولي العهد، أوصل المنتخب الوطني للمونديال، أوصله للعالمية، معززا حضور الرياضة كواحدة من أهم أدوات صناعة الحضور الدولي سياحيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وإعلاميا وحتى سياسيا، رفضوا أن يبقوا وسط الطريق، فطريق الإنجاز واضح البدايات والنهايات فأصروا على اتمامه والوصول لهذا الإنجاز العالمي، لتصبح فكرة الأمس إنجازا ملموسا اليوم.
اجتهدوا واستحقوا، ومن يسعى ويجتهد هو من يستحق، ليفعلها النشامى، بجدارة وإبداع وتميّز، واستثنائية في الأداء وإبداع كروي بشهادة عشرات الرياضيين والخبراء، وصلوا إلى نهائيات كأس العالم، تأهلوا حيث يحلم كل فريق لكرة القدم، وفي ذلك إنجاز وطني جديد فالوصول لكأس العالم من أبرز الإنجازات التي يمكن أن تحققها الدول على الصعيد الرياضي، لما لهذا الحدث من أهمية كبيرة تتجاوز حدود الملاعب لتصل لقطاعات متعددة، لتكون فرصة ذهبية لحضور أردني مميز على مستوى عالمي على إيقاع إبداعات منتخبنا الوطني.. النشامى.
تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم ليس مجرد إنجاز رياضي، إنما هو أبعد من ذلك بكثير، ناهيك عن وقعه على قلوبنا من الفرح والسعادة والفخر، فما نعيشه من حالة فرح كأردنيين لا يمكن وصفها إذ تتجاوز بلاغة اللغة، هو الفرح بالوطن وبالنشامى، والثقة بأن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني قادر، وتستمر المسيرة نحو الأكثر من الإنجازات والحضور المتميز على مستوى دولي، وها هم النشامى.. فعلوها، لنعيش فرحا بنهكة الفخر والولاء، فوحده الوطن ما يفرحنا ووحده الوطن من يصنع فينا المجد ويقين التميز.
محطة فارقة في مسيرة الرياضة الأردنية، صنعها النشامى، إضافة لكونه إنجازا يجسد طموحنا، وحتما يعزز من الحضور الأردني الإيجابي في المحافل الدولية الرياضية منها تحديدا، ويدفع باتجاه دعم القطاع الرياضي رسميا ومن القطاع الخاص بشكل أكثر وأعمق، فما حدث إنجاز على مستوى عالمي يجب أن تترك الرياضة الأردنية على مفترق طريق، بل يجب تقديم الدعم فهو انتصار للعزيمة والإرادة وتعبير حقيقي لتطور الأردن وعظيم عزيمته.