يا لها من ليلةٍ لا تُنسى…
ليلةٌ أردنية خالصة، خطّت على جبين الكرة العالمية اسم "النشامى” بحروفٍ من ذهب.
في مسقط العُمانية، صنع منتخبنا الوطني واحدة من أعظم أمجاده، بفوزٍ صريح ومستحق على منتخب عمان بثلاثية نظيفة، أداءً وروحًا وعزيمةً لا تلين.
وفي ذات اللحظة، كانت الأنظار تترقّب ما يجري في البصرة، حيث سقط المنتخب العراقي أمام كوريا الجنوبية، ليتحقق الحلم الكبير…
حلم التأهل إلى كأس العالم… يصبح اليوم حقيقة.
هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة سنواتٍ من العطاء والتخطيط، وحصاد تعب الرجال الأوفياء الذين لم يعرفوا المستحيل، وارتدوا شعار الوطن بقلوبٍ تقاتل من أجل رفعه عاليا.
مباركٌ لجلالة الملك المفدّى عبدالله الثاني ابن الحسين، الداعم الأول للنشامى، والقائد الذي لطالما آمن بطاقات الشباب، ووقف خلف المنتخبات الوطنية في السراء والضراء.
ومباركٌ لوجه الخير، سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الذي حضر المباراة، فكان حضوره بمثابة دفعة معنوية جبارة للاعبين، ووشم نصرٍ على جبين هذا اليوم التاريخي… ازداد النصر بهاءً بوجوده، وتألقًا برعايته.
ومباركٌ لسمو الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، الذي ظلّ يؤمن بالنشامى، ويقود المنظومة الكروية بحكمةٍ وشغف، حتى آتى الحلم أكله، وتحقّق المجد المنتظر.
ومباركٌ للشعب الأردني العظيم… هذا الشعب النبيل، الصابر، الذي يستحق الفرح عن جدارة. كم من مرةٍ ذرفت العيون حسراتٍ على أبواب التأهل… واليوم، تفيض دموعها فرحًا وفخرًا.
هي لحظةٌ للوطن… لحظةٌ لكل بيتٍ أردني خفق قلبه مع صافرة البداية واحتفل مع كل هدفٍ نزل كهدية من السماء.
اليوم… عيدنا بعيدين، عيد الأضحى المبارك، وعيد تأهل النشامى إلى مونديال الأحلام.
من عمان إلى مسقط، ومن البصرة إلى كل قلب نابض بالحب للأردن…
ارفعوا رؤوسكم فخرًا… فالراية الأردنية ترفرف اليوم في كل ميدانٍ تنبض فيه قلوب الأوفياء، من ساحات الكرة إلى منصّات العز، ومن أفئدة الجماهير إلى فضاءٍ امتلأ بهتافات النصر… وكأنها تهمس للعالم: هذا وطنٌ إذا أراد… فعل.
أيها النشامى…
نفخر بإنجازاتكم… أنتم عنوان المجد الأردني، وبوركت هممكم التي رفعت الرأس، وصنعت من هذا العيد عيدين.
اللهم زدهم توفيقًا، وامنحهم عزيمة لا تلين، وراية لا تنكس.