يعتبر الرئيس الأمريكي ترامب أن الزيارة التي سوف يقوم بها إلى السعودية وقطر والإمارات العربية، ستكون زيارة تاريخية. لا نعرف لماذا سميت تاريخية، ونحن ننتظر ما سوف يقدمه ترامب للأمة العربية والإسلامية، وبالذات حول القضية الفلسطينية، وقطاع غزة، ووقف الحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفتح المعابر الحدودية، والسماح للشاحنات بإدخال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والدواء والطحين والخبز والمياه والكهرباء والمحروقات وغيرها.
وهل سوف يعمل على إعلان إقامة الدولة الفلسطينية؟ .
باعتقادي أن الزيارة التي سوف يقوم بها الرئيس الأمريكي ترامب لن تحقق للعرب والقضية الفلسطينية وغزة شيئًا يُذكر، سوى الوعود الوردية والطموحات المستقبلية، كغيرها من الوعود الكاذبة التي أطلقها الرئيس أوباما، وجو بايدن، وكارتر، وغيرهم.
حماس، وبحسن نية، قامت بالإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي الجندي عيدان ألكسندر، وذلك بواسطة قطر، في دلالة واضحة على الترحيب بترامب، واحترام وتكريم له، بهدف إجباره على الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، ووقف حرب الإبادة الجماعية، واستخدام الجوع سلاحًا للضغط على المدنيين وحماس للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
ترامب اختار دول الخليج، الأقوى اقتصاديًا، والتي تمتلك الأموال والنفط والغاز الطبيعي، للضغط عليها وإجبارها على دفع مليارات الدولارات، لا بل تريليونات من الدولارات الأمريكية، وإجبارها على الاستثمار في أمريكا وشراء الأسلحة من الشركات الأمريكية، بهدف تشغيل الشركات والمصانع الخاصة بالأسلحة.
الأسير الأمريكي عيدان ألكسندر، والإفراج عنه، تم عبر مفاوضات شبه مباشرة بين حماس والإدارة الأمريكية، بوساطة ناجحة من قطر. وقد هدفت حماس، وبحسن نية صادقة، من الإفراج عنه، إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنة ونصف تقريبًا، نظرًا للظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون في غزة وفلسطين، خاصة وأن نتنياهو وحكومته وجيشه الإسرائيلي يرتكبون جرائم ضد الإنسانية، ويستخدمون الجوع والعطش سلاحًا ضد الأطفال والنساء وكبار السن.
حقق ترامب نجاحًا كبيرًا أمام الأمريكيين بالإفراج عن الأسير الأمريكي عيدان ألكسندر، وهذا إنجاز تاريخي عجز عنه الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، وعجزت عنه حكومة نتنياهو، التي لم تكن تعلم عن المفاوضات بين أمريكا وحماس. وكان الهدف إثبات أن حماس لن ترضخ للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين إلا بالمفاوضات.
ترامب حضر إلى دول الخليج، وقد أحضر معه نوعًا خاصًا من الجِمال، لتحميل الدولارات، والاستثمارات، وعقود الشراء للأسلحة، بحجة حماية دول الخليج العربي من الخطر الإيراني، كما ذكر في برنامجه الانتخابي.
نحن نأمل أن يمارس ترامب ضغطًا كبيرًا على إسرائيل، لوقف العدوان على غزة، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإنقاذ حياة الأطفال والنساء وكبار السن والناس في غزة، الذين يموتون من الجوع والعطش، وبسبب عدم توفر الدواء للجرحى والمرضى في المستشفيات، التي أصبحت عاجزة عن تقديم الخدمات الصحية والطبية بسبب دمارها.
إسرائيل لا تحترم القانون الدولي الإنساني، ولا الشرعية الدولية، ولا القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، ولا تعترف بأنها دولة غاصبة ومحتلة، وأنه تم إنشاء هذا الكيان الإسرائيلي عام 1948 بقرار من مجلس الأمن الدولي. كما لا تعترف بقرارات التقسيم رقم 181، و242، و338 الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، والقرارات الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة، والتي عملت أمريكا على تعطيل مفعولها باستخدام حق النقض (الفيتو)، والتي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
قد لا أكون متفائلًا جدًا من هذه الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي ترامب إلى دول الخليج، والتي سوف تكون كارثية على حساب الشعوب العربية والإسلامية، التي تموت جوعًا وعطشًا، وتنتظر الوظائف والتقدم والازدهار في بلادنا.
سوف ننتظر جديدك يا ترامب...