مسبار اطلق قبل نصف قرن يسقط على الارض .. هل مر بدول عربية؟

كشف مدير مركز الفلك الدولي، عضو الاتحاد الفلكي الدولي (IAU)، محمد شوكت عودة، أن مسبار فضائي معطل قد يكون سقط على الأرض، قبل أن يمر فوق الدول العربية.

وقال عودة في تغريدة عبر إكس، إنه من خلال قراءات الرادار الأوروبية، من شبه المؤكد أن المسبار قد سقط ما بين الساعة 06:04 والساعة 07:32 صباحا بتوقيت غرينتش. وخلال هذه الفترة لم يمر المسبار فوق الوطن العربي.

وكان توقع عو دة سقوط المسبار الفضائي في الساعة 07:17 صباحا بتوقيت غرينتش، بهامش خطأ مقداره 2 ساعة. أي أن المسبار قد يسقط في أي وقت ما بين الساعة 05:17 والساعة 09:17 بتوقيت غرينتش.

وأشار إلى أن السقوط قد يحدث فوق أي من الدول العربية التالية وفي الساعة المبينة بين قوسين: سوريا (07:42)، العراق (07:43)، الكويت (07:44)، الإمارات (07:46)، سلطنة عمان (07:47)، مصر (09:11)، السودان (09:14).

وأوضح أن توقع موعد سقوط الأقمار الصناعية صعب جدا وفيه هامش خطأ كبير، مشيرا إلى ثلاثة توقعات لموعد سقوط المسبار الفضائي:

وكالة الفضاء الأوروبية:
الساعة 06:36 ± 3.3 ساعة

وزارة الدفاع الأمريكية:
الساعة 05:45 ± 2 ساعة

برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية:
الساعة 07:17 ± 2 ساعة

وقال عودة، إن المسبار يسمى (Cosmos 482)، وهو عبارة عن مسبار أطلقه الاتحاد السوفيتي عام 1972 وكان مصمما للتوجه نحو كوكب الزهرة والهبوط عليه، إلا أن المهمة فشلت في بدايتها وانتهى بها المطاف إلى أربع قطع تدور حول الأرض لمدة تزيد عن النصف قرن، ويعتقد أن الجسم الذي سقط على الأرض هو كبسولة الهبوط، وحيث أنه جرم صناعي يدور حول الأرض، فهو يقع ضمن فئة الأقمار الصناعية، وتحديد قمر فعال معطل أو حطام فضائي.

وتبلغ كتلة هذا القمر الصناعي حوالي 500 كيلوغرام، وهو جسم كروي يبلغ قطره حوالي المتر الواحد، وهو قطعة قاسية صممت خصيصا لتتحمل الضغط والحرارة الشديدين لدى دخوله غلاف كوكب الزهرة، ولذلك من المتوقع صموده وأن يصل جزء كبير منه إلى الأرض. وعلى الرغم من أنه مزود بنظام مظلات يعمل بشكل آلي للهبوط بهدوء، إلا أن الخبراء يستبعدون عمل هذا النظام بعد 50 سنة من بقائه في الفضاء.

ومن الجدير بالذكر بأن القمر الصناعي لا يسقط كقطعة واحدة على الأرض، فعند دخوله للغلاف الجوي الأرضي فإن الحرارة الشديدة بسبب الاحتكاك تعمل على تفكيك القمر وحرق أجزاء منه، وفي العادة يصل إلى الأرض ما نسبته 20 إلى 40 % من الكتلة الأولية، وعادة تصمد بعض القطع وتتمكن من الوصول إلى الأرض، ويقول الخبراء أن نسبة أن يشكل هذا السقوط خطرا مباشرا على حياة الأشخاص أو المنشآت هو ضئيل، واحتمال أن تصطدم البقايا بشخص هو 1 إلى 100 مليار فقط! وهو يمثل 1.5 مليون مرة أقل من احتمالية مقتل شخص داخل منزله بسبب حادث، وبمقدار 65 ألف مرة أقل من احتمالية إصابة شخص بصاعقة برق، وثلاث مرات أقل من احتمالية سقوط نيزك على شخص!

ولا يعتبر هذا السقوط نادرا بشكل كبير، فهناك سقوط لأقمار صناعية كبيرة نسبيا تحدث كل عدة أشهر، وكان هناك مؤخرا سقوط لأقمار صناعية هي بقايا صواريخ الإطلاق الصينية، والتي حدثت ثلاث مرات خلال السنوات الماضية، وذلك في إبريل 2021 ويوليو 2022 وأكتوبر 2022.

وجميع الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض في مدارات منخفضة (أقل من 1000 كم) ينتهي بها المطاف بسقوطها نحو الأرض وذلك بسبب احتكاكها المستمر مع الغلاف الجوي. وحوالي 70% من سقوط الأقمار الصناعية الفعالة غير متحكم به، أي أنه يسقط في وقت ومكان غير محدد. في حين أن 30% فقط من سقوط الأقمار الصناعية يكون متحكم به، وهذا لا يكون إلا للأقمار الصناعية الكبيرة أو المحملة بمواد خطرة. وحيث إن نسبة المياه على الأرض هي حوالي 70%، فهذا يعني أن احتمال سقوط بقايا القمر الصناعي على الأرض هو قرابة 30% فقط.