باحث أردني يفسّر ظهور نقش رمسيس الثالث في وادي رم

- قال الباحث الأردني في علم المصريات، حذيفة المبيضين، إن الاكتشاف الأثري الجديد لنقش ملكي فرعوني يحمل اسم الملك رمسيس الثالث في منطقة وادي رم جنوب الأردن، يمكن تفسيره عبر احتمالين رئيسيين، كلاهما يعكس أهمية الموقع تاريخيًا وحضاريًا.

وأوضح المبيضين، أن التفسير الأول يرجّح أن يكون النقش قد خُطّ خلال إحدى الحملات العسكرية التي أرسلها رمسيس الثالث إلى بلاد الشام وشمال الجزيرة العربية، بهدف توسيع حدود الدولة الفرعونية. ويُحتمل أن تكون الجيوش المصرية قد قامت بتثبيت هذا النقش كدليل مادي على بلوغ نفوذها أقصى الشرق حتى حدود الأردن الحالية. وأشار إلى وجود نقش مماثل تم اكتشافه عام 2010 في منطقة تيماء شمال المملكة العربية السعودية، ما يدعم هذا الطرح.

أما التفسير الثاني، فيربط المبيضين بين وجود النقش وموقع وادي رم كعقدة مركزية على طرق التجارة القديمة، التي كانت تربط مصر بممالك اليمن، وبلاد الشام، وتركيا الحالية، مرورًا بالعراق والشرق الأقصى. ويرى أن وادي رم قد استخدم كنقطة التقاء للقوافل التجارية، ومن ثم تم توثيقه بهذا النقش الملكي البارز، إشارةً إلى أهميته الاقتصادية والاستراتيجية.

وأضاف المبيضين، أن هذا الاكتشاف قد يفتح الباب أمام اكتشافات أخرى في شمال وشمال غرب سوريا وحتى مناطق مملكة الحثيين، ما يعيد رسم خريطة النفوذ والتواصل المصري مع حضارات الشرق الأدنى.

ويأتي هذا التصريح عقب إعلان وزيرة السياحة والآثار لينا عناب، بحضور عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، عن هذا الاكتشاف، مؤكدةً أنه يمثل بداية فصل جديد في تاريخ الأردن الأثري الغني بالإرث الإنساني العريق.