الأردن بعد حكم آل الأسد ...

 

 

 

 

بلا أدنى شك أن الأردن الرسمي قد تنفس الصعداء بعد سقوط هذا النظام البائس ، ذاك النظام المجرم الذي أبقى نظامنا السياسي في حالة يقظة مفرطة وحذر دائم على مدى أكثر من خمسين عاما ، ذاك النظام اللئيم الذي ما فتيء يكيد المؤامرات تلو المؤامرات نحو أردننا الغالي وعلى شعبه وقيادته ، فلم تفتر له عزيمة تجاه نصب المكائد للأردن رغم كل أنواع التضحيات والمجاملات وكظم الغيظ ومكافاة الشر الذي أبداه الملك حسين مع الرئيس المقبور ومن بعده الملك عبدالله الثاني مع الرئيس المخلوع ، والذي لم يكتفي الأخير بالكيد لنا وإنما استقوى بإيران علينا فأصبحت هي وميليشياتها في المنطقة وخلاياها النائمة تهدد استقرارنا وأمننا رغم ثقتنا بيقظة جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية ضد هذه المكائد ...

من حق الأردن أن يأخذ إستراحة محارب مع إبقاء عينيه مفتوحة ويده على الزناد ضد كل المؤامرات التي قد تحاك على أمنه واستقراره والتي قد تسعى ميليشات وفلول عصابات الأسد وإيران جرنا إليها ، رغم قناعتي أن من بركات الثورة السورية المجيدة على الأمة أن المشروع الإيراني في المنطقة قد أفل وانحسر ضمن الجغرافية الإيرانية والعراقية والذي يتطلب منا أيضا يقظة مضاعفة تجاه حدودنا الشرقية ...

ومن هنا (وإن كان باكرا) أدعو صناع قرارنا أن نستفيد من تجاربنا الخاصة وأن يكون تقيمينا للأمور يدور في فلك مصالحنا الداخلية العليا ، وليس ارتهانا لما يملى علينا حول شكل علاقتنا القادمة مع القيادة السورية الجديدة سواء المؤقتة أم المنتخبة ، فسوريا والشام شريف ينبغي أن تكون حديقة شمالية للأردن ولاقتصاده والعكس أيضا وهنالك فرص إقتصادية كبيرة للأردن يجب أن نغتنمها وأن لا نضيعها جراء مبالغتنا في التوجس والحذر ...