بعد توديع الايام الجميلة التي لم تأت

انتهت حقبه زمنيه بلا عودة لحكومة دولة الدكتور بشر الخصاونة بحلوها ومرها وتجاذباتها وارهاصاتها المختلفة ، وان كانت هذه الحكومة قد اصابت ام اخطأت في ادارتها للشان الداخلي في مرحلة حساسة من تاريخنا ، لكننا سنذكر ويذكر التاريخ يوماً دور هذه الحكومة في معالجة القضايا التي اعترضت مسيره هذا الوطن في ظل مختلف الظروف ، وان كانت الحلول في الكثير من القضايا حاضرة ام غائبة ، او ان بعض القائمون عليها قد مكثوا في صلاح ام تيهٍ ام غياب عن واقع كبًدنا الكثير ، وأي صلاح واي تيهٍ واي غياب  أكبر من  الذي أسرج على صهوة القرارات في بعض المواقع ، التي عانت من تسيد الارتجالية والتجريبية ، فحين يسهب المرء في الوصف وهو في معرض حديثه عن تلك الخلطة الحكومية المثيرة للجدل و"المتبدله" تبدل الفصول الأربعة دون فهم عميق للتحديات الحقيقية ،  فما كان جدوى بقائها ومكوثها وهي العاجزة تماما عن تحقيق آمال المواطنين وهمومهم ومشاكلهم وتطلعاتهم .

 

انا اعترف ان الجدية والمصداقية والإخلاص كمضامين هامة ومحددات فاعلة للنجاح كانت حاضرة خاصة في شخص دولة الرئيس "الله يسهل عليه" ، لكن الوعود بالايام الجميلة التي ستاتي والتي لم تاتي بعد ، رغم "سبع" تعديلات وزارية "تجريبية" لتكون الصفة الغالبه لطابع حكومته ، ناهيك عن التردد والاحتباس للحلول دون انعكاس حقيقي لذلك ، جلب الانعكاسات غير المتوقعة ، فلم يكن لدى المسؤولين في حكومته الجراة في استشراف المستقبل وهم يقطعون خطواتهم نحو اتخاء الاجراءات الصحيحة لتطبيق المصفوفة الاجرائية المطلوبة باللجوء الى القرارات المستندة الى التنبؤات والمعايير العلمية والخطط الفاعلة التي تتناسب مع طبيعة المرحلة الحساسة لتجنب تنامي تبعاتها بصورة مطردة ،  لكن اساليب التجريب البرامحية كبدتنا خسائر فادحة ضمن محاولاتنا الخجولة للانعتاق من واقع "وقَعَ" وتفشى ولا يزال تحت قبضة اللامعقول من القرارات التي "توهتنا"، الى ان استفحلت وتنامت قبيل الرحيل ، ولم تكن التطمينات "بالايام الجميلة" النابعة من الاجتهادات الا  مجرد فقاسة وهمٍ لإنتاج المزيد من "التخدير "  ليس إلّا ، لحين أخر رمق فكان ان انتجت  "ضربة المقفي" الاخيرة .

 

لم يكن ينقصنا في تلك المرحلة إعادة استجرار لغة غير واقعية ، والمغلفة باستحضار التوقعات اللامنتهية !؟  والتي كانت تقوض جزءاً من حلمنا الشاهق بغدٍ تورق من خلاله النجاحات ، فما لمسنا الا التناقضات في اداء بعض الوزارات ، بعيدا عن التوافق ببن مختلف الفعاليات والخلايا واللجان والهيئات ، التي كان تحتاج خوض غمار العمل بروح الفريق الواحد المتجانس الفعّال المتوافق ، وصولا لترميم التصدعات التي أحدثتها مختلف التحديات والتي نهشت ما نهشت  من جسد هذا الوطن .

واخيرا دعوني اقول الآن ان هذا الوطن من اقصاه الى اقصاه سيكون اكثر حضورا في المشهد بغياب بعض الراحلين ، واكثر قوة بما كان من ضعف البعض الآخر ، واكثر حياة بانقشاع اجتهاداتهم ، فباذن الله سنكون افضل حالاً بحكومة تمثل هذا الوطن تمثيلا حقيقيا ، لا أن تمثل به ارتجالات لا تغني وتسمن من جوع ، ولن يتأتى لنا ذلك إلا بحكومة مدججة بإرادة وعزيمة فولاذية وبوطنية خالصة ،  لذلك فنحن فخورون باختيار جلاله الملك لدولة الدكتور جعفر حسان ، فجلالته الادرى برجل المرحلة القادمة ، فكل التهنئة لدولة الدكتور جعفر حسان ، اعانه الله على حمل المسؤولية ، وبقي ان نقول اننا بانتظار أداء التشكيلة الوزارية الجديدة  .. 

وللحديث بقية ...  

والله المستعان