فيصل تايه
واحدة من أهم الآثار السلبية التي يمكن لها ان تترك بصماتها من دون التنبه الى مسبباتها، هي انحسار التفاعل الايجابي بين المواطن كصوت انتخابي ننتظره كأساس مع مجريات اي عملية اصلاحية نأملها ، ومن ثم العزوف عن القيام بدوره كأحد الأطراف المهمة من اجل تجسيد الحق المستحق وتوسيد الديمقراطيه بمعانيها الشموليه وتعريه اصحاب المصالح الضيقه ، وقد تبدأ الظاهرة عندما يأخذ الملل بالتسلل الى المواطن جراء شعوره باللاجدوى مما يقوم بهِ أو أنه لا يشكل متغيراً كبيراً في ناتج المستقبل الضبابي مبهم المعالم ، وربما لاحساسه بأن مشاركته واسهامه سيصب في صالح وجوه لا يتمنى لها أن تتصدر المشهد لأن تجربته معها لم تأتِ بثمار تنفعه أو عملت من أجل تغيير واقعه الى الافضل .
وهنا تتمحور نقطة الشروع باتجاه تنامي الرفض ليس للمطروح المتوافر على المشهد ، بل قد يصل الى رفض العملية الانتخابية برمتها، وهنا سنخسر المشاركته الواسعة لإحدى دعائم النجاح ، وبغياب السيد الناخب أو انحسار دوره، وستغدو أية نتائج مصحوبة بنسبة مشاركة متواضعة ، وفي ذلك فان للمواطن فيما يشعر به كل الحق ، لأن اللائمة تقع بالأساس على الوجوه المتكرره والحكومات المتعاقبه التي أسرفت بالمبالغة بمشاكلها واختلاق الأزمات والتغاضي عن استحقاقات المواطن وتقديم المصالح الخاصة على العامة، وسمحت للأفاكين التعدي على المال العام بل ولوثت يدها من خلال السماح لهؤلاء تصدر المشهد في حقبة زمنية انتهت بلا عوده ، كل هذا تسبب في تراكمات ضاغطة أدت الى تغيير تدريجي ومنتظم لقناعات المواطن الذي يرتبط بمحيطه بشبكة تواصل متعددة الأطراف ذات خاصية التأثير السريع الأمر الذي ينتج ظاهرة يشترك بها عدد من الناس إحساساً وقناعة وسلوكاً.
في انخابات المجالس النيابية السابقة لاحظنا ظاهرة الرفض وعدم الاستجابة عند البعض لممارسة مهمة وطنيه واقصاء الحق في الاستحقاق المطلبي الحتمي ذلك ما يؤدي الى تمادي نفس الوجوه في تصدر التمثيل واستمرار التطاول على حق المواطن وبايد خفية لا يعلمها الا الله لنعود الى ما كنا عليه وبالتالي يفقد المواطن حقه في المشاركة في اعادة صياغة الواقع الديمقراطي الى وضع صحي سليم ، لذلك نحن على قناعة تامة بان المرحلة تتطلب منا جميعا تظافرا للجهود في تبني ثقافة قوية تضرب بعمق مجتمعنا الاردني الواحد من اجل ان يلبي المواطن كل الدعوات لاسهامه ومشاركته ، بعيدا عن المازومين وقوى الشد المضربين ومن اجل ان لا يصم آذانه عن كل الأصوات المحفزة التي تريد منه ان يكون محورا في صنع الغد ، بل وتنحيته من اجل التغاضي عن كل الاخفاقات في ترغيبه بأن من يأتي هو الأفضل، خاصة بعد أن استغفل اكثر من مرة وأثبتت تجربته الشخصية أن ما يسمعه مجرد شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع .
واخيرا دعوني اقول ان عملية التحريض على مقاطعة الانتخابات بـ'الجريمة بحق الوطن'. لذلك فان عنوان المواطنة هو الاشتراك بالانتخابات في ظل قانون انتخابي عصري ومن يقاطع الانتخابات لا يؤمن بالديمقراطيه ..
ودمتم سالمين