قال الجيش الإسرائيلي إنه سيبدأ الأسبوع المقبل تجنيد أفراد من اليهود المتدينين (الحريديم) للخدمة في صفوفه، على الرغم مما أحدثه القرار من أزمة داخل إسرائيل، في ظل خسائر توصف بالأسوأ منذ عقود في صفوف جيش الاحتلال الذي يواصل حربه على قطاع غزة.
وفي بيان له أمس الثلاثاء، أوضح جيش الاحتلال أنه اعتبارا من الأحد المقبل سيبدأ "إصدار أوامر الاستدعاء لدفعة أولى" وذلك قبل دورة التجنيد المقبلة أواخر يوليو/تموز الجاري وفق ما نقلته رويترز.
بدورها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن رئيس لجنة الخارجية والأمن بالبرلمان (الكنيست) يولي إدلشتاين دعا لعقد جلسة طارئة اليوم لمطالبة الجيش بتوضيحات عن إعلانه استدعاء الحريديم للخدمة العسكرية.
وتثير هذه القضية حساسية وجدلا واسعا بإسرائيل وسط الحرب المستمرة على غزة، ومواجهات جيش الاحتلال في محاور عدة بالقطاع، وما يتعرض له من خسائر في الجنود والآليات على يد فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
وأمس، اندلعت صدامات بين الشرطة الإسرائيلية وعشرات من الحريديم الذين تظاهروا في تل أبيب احتجاجا على القانون الذي يلزمهم بالخضوع للتجنيد الإجباري.
وفي 25 يونيو/حزيران الماضي، قررت المحكمة العليا إلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
كما يُلزم القانون كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق 18 عاما بالخدمة العسكرية، ولطالما أثار استثناء الحريديم من الخدمة جدلا طوال العقود الماضية.
وقد صدّق وزير الدفاع يوآف غالانت -في التاسع من الشهر الجاري- على شروع الجيش في تجنيد الحريديم ابتداء من أغسطس/آب المقبل بسبب ما وصفه بـ"الاحتياجات العملياتية".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن غالانت قوله إن الجيش اتفق مع الحريديم على زيادة عدد المنتسبين إلى الجيش بنسبة 5% سنويا، للوصول إلى 50% خلال 5 سنوات.
كما سبق أن هددت الأحزاب الدينية واليمينية، المتحالفة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بإسقاط حكومته في حال المضي قدما في تجنيد الحريديم خاصة بعد قرار المحكمة العليا القاضي بفرض تجنيدهم.
وأثارت هذه القضية احتجاجات اليهود المتشددين دينيا والذين يشكلون 13% من الإسرائيليين ويبلغ عددهم 10ملايين نسمة، ومن المتوقع أن تصل نسبتهم إلى 19% بحلول عام 2035، وفق رويترز.