بيئه العمل وتأثيرها على نفسية الموظف

يستطيع الإنسان أن يختار أصدقاءه، عكس زملائه في العمل الذين يُفرضون عليه. وبما أن معدل ساعات العمل يوميا هو حوالي سبع الى ثماني ساعات، يستحسن أن يكون هذا الإنسان على علاقة جيدة مع زملائه في بيئة العمل، وإلاّ تحول مكان عمله إلى مكان غير مريح نفسيًا ولا يساعد في تطوره ويؤثر على كافة جوانبه الصحية والاسرية والاجتماعية

 

يخبر بعض الموظفين الجدد عن عملهم بأسىً عن بيئة عملهم الجديد، وما سببه لهم من معاناة وحزن واكتئاب، وحاجتهم الماسة للعمل والحصول على دخل مادي منذ لحظة تعيينهم في الشركة الجديدة، الكثيرون يقولون: «شعرنا منذ اليوم الأول لوصولنا إلى مكان العمل الجديد بأن زملائنا الجدد يكرهوننا دون معرفتنا ويشعرون بان وجود اشخاص جدد يشعرهم بالمنافسة ومن الممكن ان يأخذ مكانهم أضافه الى التعامل بطريقة غير مقبولة والإجابة بقدر عند السؤال. وعلى الرغم من ذلك، الكثيرون يقولون حاولنا التقرب منهم، لكننا لم نفلح في كسر الحلقة التي كانوا قد شكلوها قبل وصولنا. ان الاشخاص في بيئة العمل الجديدة يتعرضون للكثير من المضايقات حتى في اقتراحاتهم لمشروع ما، أو عرض فكرة، يسارعون إلى انتقادهم أو تجاهلهم.

 

أن أصحاب العمل والمسؤولون يرون ان اساس تطوير الشركات، الإنتاجية والاحترافية، وهما من اساسيات نجاح الشركات والمؤسسات، إلى أن لاحظ علماء النفس أن هذا النجاح يعتمد أيضاً على بيئة العمل المناسبة والمريحة والتي تشجع الفرد على العمل برغبة وبالحرص على تقديم الافضل وان يعمل بدافعية وايضا العمل ضمن روح الفريق. وأن أولئك الموظفين الذين يشعرون براحه نفسية، تحسن عمله وتضاعفت إنتاجيته.

لكن، ليس من السهل تحقيق هذه المعادلة في أيامنا لأنه الكل لا يعرف مدى هذه الاضرار ومدى تأثيرها على الموظف،

لاحظ علماء النفس أن نجاح الشركات يعتمد على بيئة عمل مناسبة وفريق عمل متماسك، وأن الموظف كلما شعر براحة نفسية، تحسّن عمله وتضاعفت إنتاجيته. وأن الموظف أو العامل يحتاج إلى توافر ثلاثة أمور أساسية، لكي يتمكن من العمل بشكل سليم، وهي: «أولاً، الشعور بالانتماء إلى المكان وإلى الجماعة التي يعمل معها وأن يكون معروفاً في وظيفته. ثانياً، الشعور بأنه كفء وبأن عمله موضع تقدير. وثالثاً، الشعور بأنه مقبول ومحبوب من قِبل الآخرين».

إذن، تحتل بيئة العمل مكاناً مهماً جداً في عملية تقويم إنتاجية الفرد، فكل شيء يتمحور حول تلك العلاقات التي تُنسج بين زملاء العمل. كما أن الإنسان يتصرف في مكان عمله، لو كان في منزله وسط أسرته. إذ انه يجلب كل واحد منا السلوكيات والتصرفات التي تعلّمها ويطبقها ضمن أسرته الخاصة إلى مكان عمله، وهي تظهر أثناء المواقف الضاغطة، الناتجة عن توتر العلاقات بين زملاء العمل. وان عدم وضوح الادوار في بيئة العمل يحول بيئة العمل إلى مصدر نزاعات بين الزملاء.

مما يسهم في عدم ثقة الفرد بنفسه في تعقيد العلاقات، فثمة أشخاص تُطمس شخصياتهم بسهولة، ويؤثر على نفسيتهم بشكل كبير ويحتاجون الى مساعدة، ويولِّد في داخلهم شعوراً بالغربة تجاه زملائهم، فيعتقدون خطأ أنهم غير مرحَّب بهم أو أنهم مكروهون.

لجعل بيئة العمل آمنه وتحقق أكبر قدر من الإنتاجية على صاحب العمل

تحديد الادوار بشكل واضح وتحديد اهداف العمل بوضوح، وجود القيادة الفعالة

وجود التواصل الفعّال بين الموظفين والمسؤولين

تقديم الدعم المادي والمعنوي

توفير فرص التدريب المستمر

خلق بيئة عمل مريحة وجذابة

تقديم نظام مكافآت عادل وجذاب

الاستماع للموظفين وتحسين نظام الاتصال الداخلي.