قال رئيس اللجنة العلمية في جمعية جراحة السمنة الأردنية الطبيب تغلب مزاهره، إن أكثر من 12 ألف عملية جراحية لعلاج السمنة تُجرى في الأردن سنويا، موضحا أن أكثر عملية تجرى هي "قص المعدة" وتصل نسبتها إلى 85%".
وأضاف عبر قناة "المملكة"، الثلاثاء، أن السمنة من الأمراض الخطيرة جدا، موضحا أن الإحصائيات أوجدت أن السمنة في الأردن هي من "الدرجات العالية"، حيث إن نسبة السمنة لدى المواطن الأردني قد تتعدى 35%، وزيادة الوزن قد يتعدى أيضا 35%، وأقل من 20-25% من الشعب الأردني يعتبر من الوزن المثالي والأقل من المثالي.
وعلى مستوى الوطن العربي، أشار مزاهره إلى أن الأردن يأتي في المرتبة الثالثة من حيث السمنة بعد المملكة العربية السعودية ومصر، مبينا أن "دول الخليج تحتوي نسبيا على معدلات سمنة أعلى؛ مثل الإمارات وقطر والكويت ولكن عدد سكان الأردن هو الأكبر"، أما عالميا، فإن الأردن في المرتبة 23 من حيث السمنة وهذا "رقم عالي وكبير جدا".
تأتي تصريحات مزاهره، قبل يوم من انطلاق أعمال المؤتمر الرابع لجمعية جراحة السمنة في الأردن، برعاية وزير الصحة فراس الهواري، حيث يستمر المؤتمر من 24 إلى 26 نيسان في فندق الرويال بعمّان.
ويشارك في المؤتمر؛ نخبة عالمية وعربية وأردنية من الاستشاريين في تخصص السمنة وجراحة السمنة، حيث إن الدول المشاركة في المؤتمر؛ هي الولايات المتحدة الأميركية، المملكة المتحدة، النمسا، فرنسا، إيطاليا، تركيا، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، مصر، العراق، تونس، فلسطين.
وتحدث السمنة عندما يُخزِّن الجسم الدهون الزائدة التي قد تُلحق الضرر بالصحة. ويمكن أن تنشأ هذه الحالة المعقدة من عدة عوامل، مثل اتباع نظام غذائي عالي السعرات الحرارية، وقلة النشاط البدني، والعامل الوراثي، وبعض الحالات الصحية، وفق تعريف منظمة الصحة العالمية.
مزاهره، قال إن "إن السمنة في الوقت الحالي ومع طبيعة الغذاء موجودة لدى الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم من 9-18 عاما وهي نسبة عالية قد تتعدى 25-30%".
وأشار إلى أن السمنة في الأردن من النسب العالية على مستوى الوطن العربي وعلى مستوى العالم.
- نسب عمليات قص المعدة تصل إلى 85% -
وأوضح مزاهره أن عمليات السمنة الشائعة في الأردن وفي العالم هي 3 إلى 4 عمليات؛ تشمل عملية قص المعدة وعملية تحويل المسار الكلاسيكي وعملية تحويل المسار المصغر، والعملية الأكثر شيوعا في العالم وبحسب الدراسات الأخيرة في الجمعية العالمية للسمنة هي عملية قص المعدة، حيث تشكّل حوالي 67% من جميع العمليات المعمولة، وبقية العمليات الأخرى تشكل نسبة حوالي 30% أو أقل.
وبين أن أكثر عملية تجرى في الأردن هي "عملية قص المعدة وتصل نسبتها من 80 إلى 85%".
وعن عدد العمليات التي تجرى في الأردن سنويا، قال "من خلال جمعية جراحة السمنة الأردنية نحاول عمل إحصاء لجميع العمليات سواء المقامة في وزارة الصحة الأردنية والقطاع الخاص والخدمات الطبية الملكية والجامعات الأردنية، ولكن هناك رقم غير دقيق، ولكن قد تصل عمليات السمنة في الأردن سنويا إلى أكثر من 12 ألف عملية سنويا".
وعن أسعار العمليات، دعا مزاهره وزارة الصحة ونقابة الأطباء، العمل على تحديد السعر الثابت لعمليات السمنة، بحيث تكون واضحة للمواطن الأردني وللأشخاص الذين يأتون للعلاج من خارج الأردن حتى يكون على معرفة ولا يؤدي إلى تفاوت واختلاف في السعر من مؤسسة إلى أخرى.
وأشار إلى أن من المواضيع الرئيسية التي ستطرح في المؤتمر، التقدم العلمي الكبير عالميا في جراحات السمنة؛ ومنها جراحة الروبوت، موضحا أنه لا يوجد أي مؤسسة أردنية تحتوي على جهاز الروبوت على الرغم من أن الدراسات الأخيرة أوجدت أن جراحة الروبوت وخاصة في عمليات جراحات السمنة أصبحت نسبة الاعتماد عليها كبيرة جدا؛ من 30-40%".
وأضاف "من خلال هذا المؤتمر ومن خلال مؤسسات الدولة، سنحاول الحصول على الروبوت في المؤسسات الرئيسية في الدولة من الخدمات الطبية الملكية والجامعات الأردنية ووزارة الصحة والقطاع الخاص من أجل مواكبة المستوى الطبي الذي يمشي عليه العالم".
- ربع سكان العالم قد يتأثرون بالسمنة -
في آذار الماضي، أظهرت دراسة صادرة عن مجلة (لانسيت) وأسهمت في جمع بياناتها منظمة الصحة العالمية، أن أكثر من مليار شخص في العالم كانوا مصابين بالسمنة في العام 2022، مشيرة إلى أن معدلات الإصابة بالسمنة في العالم ارتفعت في أوساط البالغين بأكثر من الضعف منذ عام 1990، وتضاعفت أربع مرات في أوساط الأطفال والمراهقين (المتراوحة أعمارهم بين 5 و19 عاما)، وأن 43% من البالغين كانوا مصابين بزيادة الوزن في عام 2022.
وتكشف الدراسة أيضا أن نقص التغذية قد شهد تراجعا في معدلاته، لكنه لا يزال يشكل تحديا للصحة العامة في العديد من الأماكن، ولا سيما في جنوب شرق آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء.
وسُجلت أعلى معدلات مجمعة لنقص الوزن والسمنة في عام 2022 في الدول الجزرية في المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي وبلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
والسمنة؛ تشكل قضية صحية رئيسة في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، حيث يعاني أكثر من نصف النساء (53%)، ونصف الرجال (45%) تقريبا، وكذلك 8% من الأطفال والمراهقين في سِن المدرسة، من السمنة على نحو مثير للقلق، في حين يعاني 20.5% من زيادة الوزن. وإذا لم تُتخذ أي إجراءات لمعالجة السمنة، فمن المتوقع أن تزيد تلك المعدلات.
وبحلول عام 2035، من المتوقع أن تؤثر السمنة على أكثر من 1.9 مليار شخص على مستوى العالم، أي ما يقرب من 25% من سكان العالم. وتشمل تلك التوقعات حدوث ارتفاع مذهل يصل إلى 100% في معدل سمنة الأطفال، وحدوث أثر اقتصادي يبلغ قدره 4.32 تريليونات دولار أميركي، بسبب العواقب الصحية المرتبطة بالسمنة.
والسمنة مرض مزمن معقد. وأسبابها مفهومة جيدا، على غرار التدخلات اللازمة لاحتوائها، والتي تدعمها أدلة قوية. بيد أن هذه التدخلات لم تنفذ. وفي جمعية الصحة العالمية في عام 2022، اعتمدت الدول الأعضاء خطة منظمة الصحة العالمية لتسريع القضاء على السمنة، التي تدعم الأنشطة المنفذة على المستوى القُطري حتى عام 2030.
وحتى الآن، تمهد 31 حكومة الطريق أمام الحد من وباء السمنة من خلال تنفيذ هذه الخطة.