(الحساسية) تزيد زيارات المرضى لأقسام الطوارئ بالأردن

تزايدت مؤخرا الحالات التي تشكو من أعراض كالعطاس والسعال وسيلا ن الأنف والإعياء العام والتهاب الحلق وغيرها وذلك بالتزامن مع انتشار الحساسية الموسمية بالمملكة مما جعلها سببا لزيادة مراجعة المرضى ألقسام الطوارئ.

 

 

 

ووفق خبراء صحيون ومواطنون،  أن الكثيرين ما زالوا ال يفرقون ما بين الإصابة بالفيروسات التنفسية كالإنفلونزا والرشح وكورونا أو الحساسية الموسمية، مما أدى لمراجعتهم أقسام الطوارئ والمستشفيات بشكل متزايد مؤخرا، نظرا لتشابه بعض األعراض ما بينهما، وحدوث بعض المضاعفات الشديدة، الفتين إلى أهمية التشخيص والتدخل المبكر للحساسية، خصوصا عند الأطفال، لتجنب المضاعفات المترتبة عليها. بحسب صحيفة الرأي.

 

أستاذ ومستشار العالج الدوائي السريري لألمراضالمعدية الدكتور ضرار بلعاوي بين ، أنه مع تغير الفصول في المملكة يزداد انتشار الحساسية، حيث يواجه العديد من الأفراد في هذا الوقت من العام، أعراضا مزعجة نتيجة ردود الفعل التحسسية، مما يؤدي إلى زيادة زيارات أقسام الطوارئ، خاصة الذين يعانون من الربو أو الحساسية المسبقة.

 

وأوضح أن التشخيص والتدخل المبكر للحساسية أمر بالغ الأهمية، خاصة عند األطفال، حيث يمكن أن تؤدي الحساسية غير المعالجة إلى مضاعفات مثل التهاب الجيوب الأنفية والتهابات الأذن وتطور الربو.

 

وأضاف إن فهم الحساسية وأسبابها وكيفية التعامل معها، يمكن أن يحسن بشكل كبير من جودة الحياة خلال مواسم الذروة هذه، إذ تنجم نزالت الزكام العادية عن =الإصابة بالفيروسات، بينما تنشأ الحساسية الموسمية بسبب رد فعل الجهاز المناعي لمسببات الحساسية، كالتعرض لحبوب لقاح الأشجار أو الأعشاب في مواسم انتشارها.

 

واعتبر بلعاوي انه غالبا ما يتزامن موسم الحساسية بالمملكة، مع أشهر الربيع والخريف عندما تكون أعداد حبوب اللقاح في أعلى مستوياتها، حيث تطلق الأشجار والأعشاب والحشائش حبوب اللقاح في الهواء، مما يؤدي إلى ردود فعل لدى الأفراد المعرضين لإلصابة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون عث الغبار وجراثيم العفن ووبر الحيوانات األليفة من مسببات الحساسية على مدار العام في الداخل.

 

وعن التمييز بين الحساسية والعدوى التنفسية، أشار إلى أنه يعتبر أمرا صعبا في بعض الأحيان، وفي حين أن كلاهما قد يشتركان في أعراض مثل سيلان الأنف  أو العطاس، إلى أن هناك اختلافات رئيسة يمكن أن تساعد في التفريق بينهما، فعادة ما تنطوي الحساسية على حكة في العينين وإفرازات أنفية شفافة، بينما غالبا ما تظهر العدوى مع مخاط ملون وقد تكون مصحوبة بالحمى.

 

وفيما يتعلق بطرق عالج الحساسية وتخفيف أعراضها المزعجة، فنوه بلعاوي إلى أن تجنب مسببات الحساسية هو خط الدفاع األول، ويمكن أن يساعد البقاء في الداخل في أيام ارتفاع عدد حبوب اللقاح واستخدام أجهزة تنقية الهواء وإبقاء النوافذ مغلقة في تقليل التعرضلها، ويمكن أن تخفف مضادات الهيستامين ومزيالت االحتقان التي ال تستلزم وصفة طبية بشكل فعال من الأعراض مثل العطاس والحكة واالحتقان.

 

أما بالنسبة للحساسية الأكثر استمرارا أو شدة كما ذكر، فقد يصف الطبيب أدوية أقوى، مثل الكورتيكوستيرويدات أو العالج المناعي، الذي يعمل عن طريق إزالة حساسية الجسم تدريجيا لمسببات الحساسية المحددة.

 

وفي سياق متصل، أكد بلعاوي أن الأبحاث الناشئة تشير إلى وجود صلة محتملة بين تغير المناخ وزيادة انتشار وشدة الحساسية، حيث يمكن أن تؤدي ارتفاع درجات الحرارة وأنماط الطقس المتغيرة إلى مواسم حبوب لقاح أطول وأعداد حبوب لقاح أعلى، مما يزيد من حدة أعراض الحساسية لدى العديد من الأفراد ، كما أنها قد تعزز زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون نمو نباتات معينة مسببة للحساسية، مما يساهم في تفاقم المشكلة.