ما بين الظلم والمظلومية

الحرب المستمرة على اهلنا في غزة – بكل ما تشتمله من ظلم وطغيان وحصار وتجويع وحرب إبادة جماعية وغيرها من الجرائم الوحشية – تضع الإنسانية والقوانين الدولية والمواثيق الأممية وحقوق الإنسان والحرية والمواطنة وحقوق الطفل وحقوق المرأة وغيرها من العناوين البراقة التي يتشدق بها العالم، تضعها غزة على المحك وفي ميزان الحقيقة والعدالة، ذلك ان تلك العناوين البراقة لم تجد لها مكاناً في غزة، فالإنسان هناك يقتل ويتعرض لإبادة جماعية وتمارس بحقه أبشع الجرائم بشكل يومي والإنسان في غزة يحاصر ولا يجد قوت يومه ، كما وان الأطفال في غزة يقتلون ويموتون من شدة الجوع والنساء في غزة تقتل كل يوم والمنازل تهدم فوق رؤوس ساكنيها والمساجد تدمر وكل مظاهر الحياة تستهدف بالطائرات والدبابات والمدافع على مرأى ومسمع من العالم ولم تستطع تلك الإنسانية ولا تلك المواثيق والقوانين الدولية والأممية أن تفعل شيئاً لغزة .

 

 

 

ان ما يحصل في غزة من طغيان وعدوان ليس له مثيل في العالم وكذلك ما يجري في الضفة الغربية والقدس من ظلم وانتهاكات واستيطان هو جريمة بحق الإنسانية وجريمة بحق الحياة وجريمة بحق الدين والمقدسات وجريمة بحق القيم والمبادئ والأخلاق النبيلة وهو عدوان على الحياة وعدوان على الحقوق وعدوان على الحقيقة وعدوان على العدالة وعدوان على كل القيم والمبادئ العظيمة التي شرعها الله لتضمن للبشرية حياة قائمة على السلام والأمن والاستقرار في كل المجالات، ولكن الكيان الصهيوني المحتل يخوض حرباً عدوانية شاملة ظالمة يمارس فيها أبشع وأفظع الجرائم الوحشية بحق غزة وأهلها وبحق الشعب الفلسطيني بشكل عام هي جريمة ترفضها شريعة الله تعالى وترفضها قوانين البشر التي تكاد قد تجردت من مضمونها وفاعليتها ..

 

 أن مساندة أهل غزة المكلومين ونصرتهم هو انتصار للحق والحقيقة وانتصار للحياة وانتصار للأخلاق العظيمة وانتصار للإنسانية وانتصار للصدق والعدل والخير وانتصار للسلام والأمن والاستقرار ليس فقط على مستوى غزة وشعب فلسطين بل على مستوى العالم بكله ، فذلك رفض للظلم والطغيان وايمان قاطع أن حياة سكان غزة وحقوقهم حق لهم وليس لأحد أياً كان أي حق في أن يسلبهم إياه ، فشتان ببن الظلم والمظلومية