اسرائيل و حصار العقل العربي

استطاعت حرب غزة تحرير العقل العربي واعادة ملف القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية الى الحاضنة الشعبية العربية بعد ان كانت حبيسة السياسة الرسمية .

 

في غزة انكشفت كل الاوراق وانكشف كل شيء واكتشف المواطن العربي انه تعرض لمؤامرة التجهيل من جهة والتجميل ورفع شأن من لا شأن له من جهة اخرى  وانه كان ضحية الداخل والخارج .

 

75 عاما من الصراع تمكنت اسرائيل خلالها من برمجة العقل العربي وتلقينه مسلمات لا يمكنه مغادرتها وعليه فقد رأينا قيادات عربية اقنعونا انها ملهمة واقنعوها بانه لا طاقة لها بمجاراة اسرائيل وان مصلحة هؤلاء وشعوبهم تكمن في الرضوخ للسيادة الصهيونية باعتبار ذلك مصلحة شخصية لهؤلاء القادة ولشعوبهم.

لتحقيق ذلك رأينا انقلابات عسكرية تجري هنا وهناك لاختيار الافضل لهم والاسوأ للامة ورأينا قيادات عسكرية وسياسية عربية مخلصة وقديرة تستبعد وتغيب عن المشهد بطرق مختلفة فمنهم من قتل وفرح الجهلاء بمقتله ومنهم من استبعد وافقر ومنهم من حورب بافساد الولد ومنهم من سجن حتى الموت او لمدد طويلة 25 و 30 عاما في سابقة لم يسبقنا اليها احد .

يقول وزير الاستخبارات الصهيوني الاسبق يسرائيل كاتس "سيطرنا على العقل العربي واصبح مجمدا ومرهونا لنا لدرجة اننا حين نقول له نحن سبب كل مصائبك لا يصدق"  ولم يتحقق ذلك لهؤلاء الاوغاد الذين كشفت حرب غزة بشاعتهم امام شعوب العالم والتي نالها ما نال الشعوب العربية من تجهيل الا بعد تحقيق كل ما ذكر آنفاً.

لو قدر لبعض الزعامات العربية التي غيبها الموت ان تعود للمشهد وتشاهد ما حدث ويحدث لاكتشفت انها كانت ضحية للدعاية الصهيونية وانها ان لم تكن تواطأت فانها اشربت كأس الهزيمة والرعب من عدو واهن .

سوف تتوقف الحرب في غزة بجهود وصمود المقاومة وتضحيات شعب غزة وبضغط الشارع الاسرائيلي والمنظمات الاوروبية والاميريكية وسوف ترتد نتائجها على جميع دول وشعوب العالم.

 كنا نتمنى ان تضطلع دول عربية واسلامية بدور ينسجم مع تطلعات شعوبها ومع هذه الصحوة الشعبية الغربية لما يجري للفلسطنيين من ظلم عبر قرن من الزمان ومن اعلان دولة الصهاينة عن نفسها بأنها الدولة الاكثر دموية واجراما وانحطاطا في العالم وان هذا العالم سيكون الافضل بغيابها .

لا زالت اسرائيل تحاصر بعض العقول الرسمية العربية وأن زوالها منوط بتحرير هذه العقول وان غداً لناظره قريب وأن ارادة الله نافذة بالظالمين وهو يؤخرهم الى يوم لا يعلمه الا هو.

يقول المولى عز وجل في محكم الكتاب "فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون" .صدق الله العظيم.