زهير محمد الخشمان
على مدى الخمسة وعشرين عامًا الماضية، احتفل الأردن باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني، مرحلة تميزت بإصلاحات جوهرية وتطورات ملموسة في مختلف القطاعات، من التعليم والصحة إلى الاقتصاد والدبلوماسية. تُظهر هذه المناسبة العزيزة التزام الملك عبدالله الثاني بنهضة شاملة، تُركز على تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة الأردن كقوة للاستقرار والتقدم في المنطقة.
مع الاحتفال باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني السلطات الدستورية، يبرز الأردن كنموذج يحتذى به في الاستقرار والتطور في منطقة تعج بالتحديات. هذه المناسبة تعد أكثر من مجرد ذكرى لتولي سلطة، إنها تمثل رحلة مستمرة نحو التقدم والازدهار، مدفوعة برؤية ملكية رائدة وتفاني شعبي لا مثيل له.
منذ بداية حكمه، أولى جلالته اهتمامًا خاصًا بالتعليم والرعاية الصحية، إيمانًا منه بأنهما الركيزتان الأساسيتان لمستقبل أفضل. شهدت المملكة تحديثات في المناهج التعليمية، توسع في البنية التحتية التعليمية، وتحسينات كبيرة في الخدمات الصحية، ما أسهم في رفع مستوى جودة الحياة للمواطنين.
على الصعيد الاقتصادي، ركز جلالته على تشجيع الاستثمار ودعم القطاعات الواعدة لتحقيق نمو مستدام. كما عزز من بيئة الأعمال وريادة الأعمال، مع إعطاء أهمية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وشهدت المملكة تحسينات في البنية التحتية وتوسع في استخدام الطاقة المتجددة.
دوليًا، عمل جلالته على تعزيز مكانة الأردن والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، مؤكدًا على الحق في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ودعم اللاجئين السوريين، مما يعكس التزام الأردن الثابت تجاه الأشقاء العرب.
أتاحت رؤية جلالته المتكاملة فرصة لي للمشاركة في النقاش الوطني والاسهام في صياغة رؤية التحديث الاقتصادي للعقد القادم، مما يعكس إيمان جلالته بأهمية الحوار والمشاركة الشعبية في صنع القرار وتشكيل مستقبل الأردن. من خلال تجديد الالتزام بالعمل والتفاني، والاستلهام من القيادة الحكيمة لجلالة الملك، يمكننا جميعًا المساهمة في كتابة الفصل القادم من قصة الأردن، قصة مليئة بالأمل والتقدم والازدهار. لقد كانت مشاركتي في النقاش الوطني حول رؤية التحديث الاقتصادي للعقد القادم فرصة لإسهام في هذه الرحلة التطويرية، حيث تأتي مشاركتي كمصدر فخر واعتزاز لي، لا سيما وأن هذه الأيام تصادف الذكرى الثانية لهذه المشاركة المهمة. هذه الفرصة لم تكن مجرد مشاركة في نقاش، بل كانت تكليفًا بمسؤولية عظيمة، تعكس الثقة الملكية. مؤكدة على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه كل فرد في بناء الوطن. من خلال التكليف الملكي، تمكنت من تقديم أفكار تساهم في تحقيق رؤية جلالته لأردن مزدهر ومستدام ينعم بالاستقرار والتقدم.
في ظل اليوبيل الفضي، يُجدد الأردنيون عهدهم وولائهم لجلالته، مستلهمين من قيادته الحكيمة ورؤيته الطموحة العزم على تحقيق المزيد من التقدم والازدهار للأردن الحبيب وشعبه العزيز. إن الاحتفال باليوبيل الفضي لتولي جلالته السلطات الدستورية ليس فقط إحياء لذكرى ما تحقق من إنجازات على مدار العقدين ونصف الماضية، بل هو أيضًا تأكيد على الالتزام المستمر بالعمل الدؤوب والسعي الحثيث نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
من خلال تجديد العهد والولاء لجلالته، يعكس الأردنيون إيمانهم العميق بقيادته الرشيدة ورؤيته الثاقبة التي لم تقتصر على تحقيق التطور والتنمية الداخلية فحسب، بل امتدت لتشمل تعزيز دور الأردن كلاعب رئيسي على الساحة الدولية. العمل الذي قام به جلالته في تحسين البنية التحتية، تعزيز النظام الصحي، تطوير القطاع التعليمي، وتشجيع الاستثمار والابتكار، يُعد نموذجًا يحتذى به في القيادة الحكيمة والمسؤولة.
إن اليوبيل الفضي ليس فقط استذكارًا لمسيرة مليئة بالإنجازات، بل هو أيضًا تعبير عن التفاؤل والأمل نحو مستقبل يزخر بالفرص والتحديات. مع التزامنا المشترك والعمل الجاد، نقف على أعتاب عقد جديد من النمو والتطور، متطلعين إلى تحقيق المزيد من الإنجازات تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.
فلنجدد العزم ونواصل العمل بروح الفريق الواحد، متطلعين إلى مستقبل يعكس طموحاتنا ويحقق أحلامنا. بالتزامنا وجهودنا المشتركة، سنصنع معًا مستقبل الأردن الواعد، مستلهمين من رحلة العطاء والتطوير التي قادها جلالته، لنؤكد على قدرة الأردن على النمو والازدهار في كافة المجالات.
مع النظر إلى المستقبل، أرى أن الأردن، تحتحت قيادة جلالته، يتجه نحو تحقيق تطورات وإنجازات أكبر، مستندًا إلى أسس متينة من العمل الجاد والرؤية الاستراتيجية التي تضع الإنسان في صميم التنمية. مشاركتي في هذه العملية كانت بمثابة تأكيد على الدور الفعال الذي يمكن أن يقوم به الأفراد في دعم مسار التقدم والنمو، وتعزيز الفكر السياسي والثقافي الذي يدعم أسس الدولة ويوجهها نحو آفاق واسعة من النجاح والازدهار.
إن الأردن، بفضل رؤية جلالته ومساهمة أبنائه، يمضي قدمًا في طريق النمو والتطور، محافظًا على مكانته كنموذج للتعايش والاستقرار في منطقة مليئة بالتحديات. ومن خلال العمل المشترك والإيمان بالقدرات الوطنية، يمكننا السعي نحو تحقيق المزيد من الإنجازات التي تخدم الوطن والمواطن، وتعزز من مكانة الأردن على الساحة الدولية.
للأمام وبعزيمة لا تلين، مدركين أن الطريق ما زال يحمل في طياته الكثير من الفرص والتحديات. بإرادة قوية وتعاون مستمر، يصبح كل حلم ممكنًا، وكل هدف قابل للتحقيق. الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وبمشاركة فعالة من أبنائه، يمضي قدمًا نحو آفاق جديدة من النجاح، متسلحًا بالعلم والعمل والإيمان بالقدرات الذاتية.