حرب غزة .. وهزات ارتدادية تهدد الأمة

يقول الساسة الصهاينة انه اذا لم نهزم حماس ونقتلعها من غزة فلن يكون لنا وجود ولا سيادة على هذه الارض التي نقيم عليها . يقولون ذلك لايمانهم بالنتائج من جهة ولتحقيق اللحمة الشعبية والتفافها حول قياداتها باعتبار ما يجري تهديد مباشر لكل فرد من افراد المجتمع الصهيوني. تعتقد الشعوب العربية بل انها تجزم ان هزيمة حماس ونقلها وقيادتها على متن سفينة الى دول مجاورة يعني تهديداً للأمة والقضاء على اخر معاقلها وعليه فان هذه الشعوب جميعها تساند حماس وتعتبرها بما قدمته من تضحات وصمود خيارا استراتيجيا لهذه الامة ينكره حكامها وبحاربوه. تغيرت مواقف دول وشعوب العالم من هذه الحرب وتبدلت المواقف وخسرت اميركا واسرائيل ومعظم دول اوروبا ثقة العالم وكسبت القضية الفلسطينية تأييد شعوب هذه الدول بعد ان اكتشفت حجم التضليل الذي مورس عليها خلال عقود من الزمن من قبل انظمتها السياسية المؤيدة للظلم الصهيوني تجاه الفلسطينيين وعدالة قضيتهم . حتى القيادة الاسرائيلية وفي آخر تصريح لها تخلت عن عملية اجتثاث حماس لا منة منها بل لان الحركة عصية عليهم وقد نرى في القريب العاجل ان تتخلى اسرائيل عن الجميع وتبرم اتفاقيات شجعان مع حماس كما قيل للشعب الفلسطيني سابقا . لا زال الموقف الرسمي العربي يراوح مكانه ويلتزم بالتعليمات وينتظر ما وعد به ويصم الاذان عن كل الاصوات الشعبية المنادية بعدم التفريط بمقدرات الامة وكرامتها وبخلق موقف لمواجهة التغييرات الاقليمية والدولية . تتمسك هذه الانظمة بفاعليتها الصفرية رغم ما يحيط ويحيق بها وتصر أن تكون الرجل المريض مرة اخرى رغم ما بها وما لديها من قوة تعجز عنها بقية شعوب العالم . موقف أميركي صهيوني  اسرائيلي اوروبي رمى بكل ثقله في المعركة وبدأ بالتصدع يقابله موقف بدأت صفعاته للمحور الاول واضحة تواجه الصاروخ بالصاروخ والدم بالدم. حاربت اميركا طالبان واستعانت بحربها عليها وهزيمتها بايران وها هي اميركا تغادر افغانستان تاركة حكمها لطالبان فلم يسجل التاريخ نصرا لمستعمر او حاكم ظالم على شعب في وطنه.  سوف ترضخ اميركا لشروط حماس وسوف نرى ان كرسي المفاوضات امام الطرف الاميركي.  واننا لنراه قريباً وترونه بعيدا وانه الران الذي جثم على قلوبكم فما انتم فاعلون. يقول المولى عز وجل في محكم  الكتاب وفي سورة المعارج  ( إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن ولا يسأل حميم حميماً )  ويقول المولى عز وجل في سورة المطففين ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) صدق الله العظيم.