الشحّادين الشّيك

كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الشحّادين والشحادات «الشّيك» .. يلبسون أجمل من لباسك وينتعلون أجمل من حذائك؛ ولكنّهم يقفون لك كل مرصد.. تراهم أمام المحلّات الكبرى .. أمام السوبر ماركت.. أمام المخبز.. أمام النوفوتيه.. أمام محلّات الخضار والفواكه.. في الشوارع .. وأمام المستشفيات الخاصّة والعامّة.. وغيرها وغيرها..!

تتقدّم منك امرأة لا ينقصها الجمال ولا اللباس الشيك وتقول لك وكأنها تقول لك سرًّا حزينًا: فش عندنا خبز بالبيت..! وأخرى في مكان آخر؛ تعتقد بأنّها ستسألك عن شارع أو بناية لجلال منظرها الذي يشرح القلب ولكنك تتفاجأ بأنها تريد أن تكمل لها بعض المال الذي ينقصها..!

والرجال في هذا كثير.. يتقدّم منك رجل أمام مستشفى وبيده ورقة مكتوب عليها أشياء لا تفهم بها أنت ويقول لك: إن معه نصف المبلغ وبحاجة للنصف الآخر ويختار دواء أو مطلبًا لمرض خطير يزلزل كيانك حين تسمعه..! والذي يتكرّر أيضًا؛ رجل في سيارة يوقفك ليخبرك أنه قادم من منطقة بعيدة الكرك ومعان والعقبة و»سيارته فش فيها بنزين وفش بجيبته ولا إللي ترن» ويريد فقط عشرة دنانير ليعود إلى قريته الوادعة وعندما تقول له: الحقني عَ الكازية.. لا يلحقك..!!

عشرات أو مئات القصص من الناس الشيك كل يوم.. بحاجة لعلماء الاجتماع وكل الخبراء ليجيبوا عن سؤال: هو شو القصّة بالضبط؟.

وسلامتكم..!