بعد تجريدهم من ملابسهم وضربهم وتعذيبهم، واجه سكان قطاع غزة معاملة قاسية في السجون الإسرائيلية بعد اعتقالهم شبه عراة أمام ذويهم
وقال مكتب للأمم المتحدة ، الاربعاء ، إن اعتقال إسرائيل ومعاملة المعتقلين قد يصل إلى حد التعذيب، وتُشير التقديرات إلى أن الآلاف قد اعتقلوا واحتجزوا في ظروف "مروعة"، وتم إطلاق سراح بعضهم وهم يرتدون ملابسهم الداخلية فقط
تفاصيل مروعة لاحتجاز سكان غزة في السجون الإسرائيلية وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الصور ومقاطع الفيديو التي التقطت في ذلك الوقت تظهر معتقلين آخرين في الشارع، يرتدون الملابس الداخلية فقط ويصطفون في صفوف، وتحيط بهم القوات الإسرائيلية، وفي أحد مقاطع الفيديو، صرخ جندي عليهم عبر مكبر الصوت: "نحن نحتل غزة بأكملها، هل هذا ما تريد؟ هل تريد حماس معك؟ لا تقل لي أنك لست حماس"
وهتف المعتقلون، وكان بعضهم حفاة الأقدام وأيديهم على رؤوسهم، معترضين. صرخ أحد الرجال: "أنا عامل يومي"، وصرخ الجندي: "اصمت"
وتابعت أنه تم تجريد المعتقلين الفلسطينيين من غزة من ملابسهم وضربهم واستجوابهم واحتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، وفقا لروايات ما يقرب من 10 من المعتقلين أو أقاربهم، وقدمت المنظمات التي تمثل السجناء والمعتقلين الفلسطينيين روايات مماثلة في تقرير، واتهمت إسرائيل بالاحتجاز العشوائي للمدنيين والمعاملة المهينة للمعتقلين
وصدرت أوامر لبعضهم بالخروج من منازلهم وتم الاستيلاء عليها، بينما تم أخذ آخرين أثناء فرارهم من أحيائهم سيرًا على الأقدام مع عائلاتهم، محاولين الوصول إلى مناطق أكثر أمانًا بعد أن أمرتهم السلطات الإسرائيلية بالمغادرة
وأظهرت الصور التي التقطها صحفيون من غزة المعتقلين المفرج عنهم حديثًا وهم يتلقون العلاج في المستشفيات، والجلد المحيط بمعصميهم متآكل بسبب القيود الصارمة التي فرضتها القوات الإسرائيلية عليهم، لمدة أسابيع في بعض الأحيان
معاملة إسرائيل للمحتجزين في غزة ترقى إلى مستوى التعذيب وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن معاملة إسرائيل للمحتجزين في غزة قد ترقى إلى مستوى التعذيب، وتُشير التقديرات إلى أن الآلاف قد تم احتجازهم واحتجازهم في ظروف "مروعة" قبل إطلاق سراحهم، وأحيانًا بدون ملابس، فقط ملابس داخلية
وحاول جيش الاحتلال تبرير موقفه، مؤكدًا أن يعتقل أشخاصا يشتبه في تورطهم في نشاط إرهابي ويطلق سراح من تمت تبرئتهم، وقالت إن السلطات الإسرائيلية تعامل المعتقلين وفقا للقانون الدولي، ودافعت عن إجبار الرجال والفتيان على خلع ملابسهم، قائلة إن ذلك "لضمان عدم إخفاء سترات ناسفة أو أسلحة أخرى"، وادعى الجيش أنه يتم إعادة ملابس المعتقلين عندما يكون ذلك ممكنًا
يقول المدافعون عن حقوق الإنسان إن اعتقال إسرائيل ومعاملتها المهينة للفلسطينيين في غزة يمكن أن ينتهك قوانين الحرب الدولية
وجاء في تقرير صدر مؤخرًا عن عدة جماعات حقوقية فلسطينية: "منذ بداية القصف الإسرائيلي والاجتياح البري في غزة، اعتقل الجيش الإسرائيلي مئات الفلسطينيين بطريقة همجية وغير مسبوقة، ونشر صورًا ومقاطع فيديو تظهر المعاملة اللاإنسانية للمعتقلين"
وأضاف التقرير: "حتى الآن، أخفت إسرائيل مصير المعتقلين من غزة، ولم تكشف عن أعدادهم، ومنعت المحامين والصليب الأحمر من زيارة المعتقلين"
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، هشام مهنا، إن منظمته تتلقى تقارير يومية من عائلات في غزة عن أفراد عائلات معتقلين، وأضاف أن المنظمة تعمل على معالجة نحو 4 آلاف حالة لفلسطينيين من غزة اختفوا، ويعتقد أن نصفهم تقريبا محتجزون لدى الجيش الإسرائيلي
وقال بريان فينوكين، المحلل في منظمة الأبحاث مجموعة الأزمات الدولية والمستشار القانوني السابق لوزارة الخارجية، إن الافتراض بأن الذكور في سن الخدمة العسكرية هم مقاتلون أمر مثير للقلق
وكانت النساء والفتيات حاضرات أيضًا، لكنهن ظللن يرتدين ملابسهن، وإحدى المعتقلات هي هديل الدحدوح، 22 عامًا، والتي ظهرت في صورة أخرى نشرت الشهر الماضي في الجزء الخلفي من شاحنة مليئة برجال شبه عراة، وفي الصورة، كانت عيناها مغطاة بعصابة بيضاء وتم إزالة حجاب رأسها
بينما قال معتقل آخر، إنه بمجرد خروجه رافعًا ذراعيه، واجهه جندي وأمره بالركوع والتعري، وفي برد ديسمبر، ظل جاثيًا على ركبتيه في الصف الخلفي وسط صف من الرجال الفلسطينيين وبعض الصبية جميعهم بملابسهم الداخلية، وبعضهم حفاة القدمين
وأوضحت الصحيفة، أنه تم اقتيادهم لساعات إلى داخل إسرائيل، فقط عندما وصلوا إلى سجن في مدينة بئر السبع بجنوب إسرائيل، تم إعطاؤهم ملابس بدلات رياضية رمادية، تم إعطاء كل شخص رقمًا على علامة زرقاء وكان الحراس يناديهم بأرقامهم وليس أسمائهم