يجتهد العديد من الفعاليات أو الأشخاص، اعتماداً على استمرار الحرب العدوانية الهمجية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والخشية من تداعياتها، في الدفع باتجاه تأجيل الانتخابات النيابية في الأردن .
الانتخابات هذا العام استحقاق دستوري، تمليه الحقوق المترتبة للأردنيين، تفرض تجديد شرعية المجلس النيابي، وتوسيع قاعدة الشراكة في مؤسسات صنع القرار، من قبل كافة الأردنيين عبر الانتخابات العامة المستحقة لهم، بدءا بانتخابات المجالس المحلية - البلديات، مروراً بانتخابات مجالس المحافظات، لتتوج بانتخابات مجلس النواب، فهذه المحطات الانتخابية هي أداة التعادل بين نيل حقوق الأردنيين وتأدية واجباتهم.
انتخابات المجالس الثلاثة، کل في موعدها هي حق للمواطن، في اختيار ممثليه المنتخبين لدى المجالس الثلاثة : 1-البلديات، 2- مجالس المحافظات 3- مجلس النواب .
صحيح أن الانتخابات تحتاج لعوامل مساعدة مساندة لتسهيل العمليات الإجرائية، ولكن لا يجوز تأجيلها الا اذا كانت عوامل ضاغطة تحول دون إجرائها.
بلدنا في وضع آمن، رغم الحروب البينية المحيطة، ولا شك أننا نتأثر بها، بشكل أو بآخر، ولكنها ليست معيقة إلى الحد نحو تأجيل الانتخابات.
جبهتنا الداخلية متماسكة، آمنة، مستقرة لحد كبير، والانتخابات تعززها وتعمل على تصليبها، عبر التأكيد على مشاركة أوسع الشرائح الاجتماعية في المدن والريف والبادية والمخيمات، وليست الحرب العدوانية الدائرة في قطاع غزة، يمكن أن تُسبب إعاقة لها، فالصمود الفلسطيني بائن شديد الوضوح، حيث لم يظهر أي من المشاهد التي تُشير الى اندفاع الفلسطينيين الى الحدود المصرية هروباً من القتل أو بحثاً عن الأمان أو رغبة في لقمة العيش، بل نجد أن الصمود الفلسطيني أحبط مشاريع المستعمرة الهادفة الى ترحيل وتشريد وتهجير الفلسطينيين عن وطنهم، وبالتالي يشكل مؤشرا ودلالة على عدم نجاحها فيما لو انتقل سيناريو الترحيل من قطاع غزة الى سيناء، لينتقل إلى القدس والضفة الفلسطينية نحو الترحيل ودفعهم نحو الأردن.
تماسك الجبهة الداخلية الأردنية، وتعبير انحياز الأردنيين وانفعالهم بما يجري في فلسطين ليست تداعياتها سلبية في الاحباط والتقهقر النفسي المعنوي، بل الى صمود الفلسطينيين وإحباط عدوان المستعمرة على قطاع غزة، وإفشال مخططها في اجتثاث المقاومة وتصفية قياداتها، وعدم اطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وفشل دفع الفلسطينيين نحو الهروب الى سيناء، عوامل ترفع الرأس، وتعمل على الاحساس بالقدرة على توجيه ضربات موجعة لتفوق المستعمرة، بل وبروز القدرة على هزيمتها، أعطى نتائج الاحساس بالقوة سياسيا ومعنوياً، من هذه النتائج التي فرضها الصمود الفلسطيني رغم الوجع والمآسي والقتل المتعمد والتدمير المقصود لبيوت ومنشآت الفلسطينيين المدنية، وانعكاس ذلك ايجابية على معنويات الأردنيين واعتزازهم.
الانتخابات في بلدنا استحقاق يجب أن يتم، لانه الرد على كل محاولات اضعاف جبهتنا الداخلية، المتماسكة القوية بعزيمة شعبنا ورغبته في الاستقرار والتقدم والتعددية والديمقراطية.
صمود فلسطين وانتصارها تقوية لنا ونحن معهم وبهم على الطريق نحو المستقبل الافضل.