كلمات عبّرت عن واقعية الحكومة وقدرتها على العمل والانجاز، وإمكانية تجاوز التحديات التي تواجه قطاعات متعددة ليس على صعيد محلي إنما على مستوى الإقليم وفي بعضها على مستوى دولي، نتيجة للحرب على الأهل في غزة، حيث وضع رئيس الوزراء الدكتور بشر هاني الخصاونة تفاصيل المرحلة على طاولة مجلس الوزراء بكل وضوح، ودون إخفاء لأي تفاصيل وإن تضمنت تحديات.
ولم يبق رئيس الوزراء الواقع في منتصف الطريق، لجهة الوصف فقط، إنما تحدث بكل وضوح ودقة عن الحلول التي تعمل عليها الحكومة لتجاوز كافة التحديات التي يمكن أن تواجه الأردن نتيجة لهذه الحرب، ليكون حديثه كله تعبيرا عن قوّة الإجراءات الحكومية وقدرتها على تجاوز هذه التحديات بشكل تشاركي، لتعود الحياة لوتيرتها الطبيعية، دون أضرار كبيرة، ودون تأخّر بأي انجاز، ودون نقص لأي سلع أو منتجات في الأسواق المحلية، مع تركيز الدكتور الخصاونة على موضوع الأسعار وتعزيز الرقابة عليها وعلى توفّر السلع.
رئيس الوزراء في حديثه أمس الأول الاحد خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء ، وضع الحقائق كاملة، أمام الجميع، مشخّصا، محذّرا، موجّها، مقدّما الحلول، لافتا إلى أنه «بحكم العدوان الإسرائيلي المستمر على أشقائنا وأهلنا في قطاع غزة، جرت تطورات إقليمية أدت إلى ما تراه بعض شركات النقل على أنه يشكل مخاطر على استمرار عبورها عبر المضيق».، ولذلك بالطبع انعكاسات سلبية، على الأردن كما الكثير من دول العالم.
وتحدث «دولته» بتفاصيل اقتصادية دقيقة وهامة جدا، بتأكيدات سياسية على «العمل الدؤوب الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني لتحقيق وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام، وإطلاق عملية شاملة تفضي إلى تجسيد حل الدولتين الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة والناجزة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق جداول زمنية ثابتة ومحددة، وترتكز إلى فكرة وحدة الضفة الغربية وغزة»، لتبدو صورة الواقع بذلك متكاملة وواضحة، بكافة أبعادها.
وفي حسم عبقري، لواقع الحال الذي تحدث عنه رئيس الوزراء بشفافية، لم يخف إنجازات تحققت العام الماضي في قطاعات متعددة، استثماريا وسياحيا وغيرها، لكن بالطبع «الربع الأخير أثر بشكل كبير على مختلف القطاعات»، وهنا، لم يترك الدكتور الخصاونة القادم على مفترق طريق، إنما حسمه بضرورة استمرارية الحياة، ويجب أن تعود إلى وتيرتها الطبيعية في الداخل، «لأن هذا يعزز منعتنا وتماسكنا، ما يمكّننا من أن تكون مواقفنا متقدمة وقادرة على إسناد قضايانا القومية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ودعم أشقائنا في فلسطين، وتزويدهم بالمساعدات والإسناد الإنساني الذي يحتاجوه»، وغزة تحتاج قوّة تقف معها، فمن يضعف لا تحتاجه كونه لن يقوى على تقديم أي شيء.
هو حديث مكاشفة ووضع حقائق كاملة أمام الجميع، والأهم الحسم بأن الحكومة جاهزة بل جهزت منذ قرابة 100 يوم لمواجهة أي تحديات تواجه القطاعات المختلفة، وقد وضع «دولته» كل هذه الحلول أيضا أمام الجميع، وقد بدأت الحكومة بتنفيذ جزء منها، فيما وجّه الوزراء للقيام بأدوار متعددة للخروج من عنق زجاجة هذه الأزمة، وهذه التحديات، بالطبع بلغة سياسية واقتصادية هامة ونموذجية، تحكي عن واقع وإنجاز وتميّز حالي وقادم، لتكون التحديات فرصا تُبقي الأردن قويّا صاحب مواقف متقدّمة.
المرحلة ليست سهلة، والواقع مزدحم بالتحديات، وقد تحدث عنها رئيس الوزراء بكل وضوح، في جزئه الأكبر يأخذ المنحى الاقتصادي، الذي أجد في قراءته وبحثه تفاصيل لها محللوها بطبيعة الحال، لكن هناك نقاط أساسية بدت واضحة بأن الحلول موجودة والقدرة متوفرة والقادم عنوانه أردن قوي، للأردن ولإسناد القضايا القومية، والاستمرار في دعم أهلنا في غزة.