في زمانها ومكانها وملفاتها، أهمية كبرى قمة ثلاثية عقدها جلالة الملك عبدالله الثاني في العقبة، أمس مع الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس لبحث التطورات الخطيرة في غزة والمستجدات في الضفة الغربية، مشكّلة علامة فارقة في أحداث المرحلة، وحسما لكثير من الجدليات التي تحيط في هذه الأحداث التي تعدّ الأخطر بتاريخ القضية الفلسطينية. لم تتأخر القضية الفلسطينية عن أولويات جلالة الملك، وبقيت تحظى بمتابعة شخصية من جلالته، ووقوفا على أدق تفاصيلها، محليا وإقليميا ودوليا، ولا نبالغ في القول إن صوت فلسطين وصل للعالم وعلى أكبر المحافل الدولية بصوت أردني حكيم وعقلاني، تعلو به وتيرة القول نحو تحقيق السلام العادل والشامل، وحلّ الدولتين، وصولا لاستقرار يعمّ المنطقة والعالم، ودون ذلك كما يؤكد جلالة الملك دوما بأن المنطقة ستبقى على حافة الهاوية. بالأمس، في العقبة حضرت غزة، بمعاناتها وآلامها، وحزنها، ودمارها، وملفاتها الخطيرة التي يسعى الاحتلال لفرضها عليها وعلى المنطقة، وفي مقدمتها التهجير، حضرت بحسم أردني مصري فلسطيني على الثوابت التي لا تراجع عنها، ولا عودة عن الثبات عليها، تحديدا فيما يخص وقف الحرب الشرسة على الأهل في غزة، ورفض التهجير بشكل مطلق، بشكل يلغي أي جدليات بهذا الملف الخطير. قمة بحجم تحديات المرحلة، ثلاثية عملاقة التقت في العقبة، تأتي في إطار جهود الأردن المستمرة في تنسيق المواقف العربية للضغط للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع، ليخرج صوت عربي وازن وحكيم بأن يدخل السلام غزة، وتحياه فلسطين، حتى يعمّ المنطقة، دون ذلك فواقع الأمور تتجه نحو الأخطر، ذلك أن الخطير تجاوزته الأحداث منذ السابع من تشرين الأول الماضي، لتأتي قمة العقبة واضعة نقطة بدء لقادم مختلف، يجب أن تتجه لتطبيقه كافة الجهات ذات العلاقة. بحرص وتأكيد من جلالة الملك عبدالله الثاني على السلام العادل والشامل، ووضع حدّ لكل جرائم الاحتلال التي تدور في دائرة العنف والظلم، والتي كما قال جلالته أوجدت في غزة جيلا من الأيتام؛ ما يجعل من قمة العقبة التي عقدها جلالته أمس هامة وبحجم تحديات المرحلة وتفاصيلها المثخنة بحرب ودمار ومجازر نالت من الأهل في غزة، ووضعت المنطقة بأكملها على حافة الهاوية، وبطبيعة الحال جاءت أهمية القمة أيضا لما خرجت به من نتائج في تطبيقها إحقاقا للحق الفلسطيني وإنهاء الحرب على غزة، وكل تبعاتها ومن أبرزها ملف التهجير. قمة العقبة تأتي وقد اقتربت الحرب على غزة من يومها المئة، أيام حملت بأضعاف عددها آلاما ووجعا وظلما ويتما، ودمارا، ليأتي نبض الحياة المشبع بالحب والوفاء للأهل في فلسطين وغزة من الأردن، بقيادة جلالة الملك وتخرج قمة العقبة بما يجعل من القادم مختلفا للكثير من الإيجابيات ولصالح إنصاف الأهل في غزة، ونُصرتهم، وإعلان موقف عمّان والقاهرة بمجاهرة الصوت أنهما يقفان مع غزة وأهلها وحقوقهم والسعي بمواقف حقيقية لوقف الحرب وايصال المساعدات الإنسانية، ووضع مسار جديد تحيا به غزة وفلسطين عامة بسلام وأمان وعدالة.