«طريق التجارة العربي الجديد».. ما أهميته للأردن؟

من المؤكد أنّ ما يجري في باب المندب، قد عجّل البدء بهذا المشروع المتفق عليه منذ نحو سنتين، حيث بقي مشروعا مؤجلا، حتى جعلت منه أحداث باب المندب ضرورة وبديلا مساعدا ومهمّا في مواجهة تعطّل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر. 

مشروع طريق التجارة العربي الجديد أعتبره شخصيا أسرع مشروع «ملموس الأثر» ضمن مشاريع التكامل الاقتصادي بين الدول الثلاث (الأردن- مصر-والعراق)، مقارنة مع مشاريع كبرى أخرى بعضها تحت التنفيذ وأخرى لا زالت في مراحل الاعداد، ومنها مشاريع: «الربط الكهربائي - والمنطقة الاقتصادية بين الاردن والعراق- وخط نفط البصرة / العقبة -وصولا الى مصر). 

هذا المشروع الذي أعلنت شركة الجسر العربي مطلع العام الجديد عن تدشين أول شحنة بحرية عبر هذا الخط / أو الطريق العربي للنقل البري والبحري الجديد، وذلك من خلال شحن حاويتين من ميناء العقبة الى ميناء نويبع المصري ثم برّا الى ميناء الاسكندرية على البحر المتوسط وصولا الى ايطاليا -بحسب تصريحات مدير عام الشركة عدنان العبادلة -هذا المشروع يعدّ مهماً للغاية في هذا التوقيت وبالأخص للأردن ومصر والعراق ودول الاقليم وذلك للأسباب التالية: 

1 - المشروع يعدّ طريقا أو خطّا بحريا حيويا هامّا لنقل الصادرات الاردنية المتجهة الى الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية (خصوصا صادرات المناطق الصناعية المؤهلة والمنتوجات الزراعية). 

2 - سيعزّز من تنافسية الاردن ومصر وقدرتهما على لعب دور محوري في طريق سلاسل التوريد. 

3 - سيتيح الفرصة أمام تحول جزء من التجارة المتجهة من شمال السعودية وشرق العراق باتجاه هذا الخط. 

4 - الطريق البحري الجديد يعدّ: (أقل كلفة +أقل وقتا + اجراءات سريعة + يوفّر مزيدا من الأمن والسلاسة في النقل البحري)..وكل هذه العوامل من شأنها أن تؤدي لرفع تنافسية ميناء العقبة وميناء نويبع بشكل أكبر (يتوقع أن يختصر الطريق الجديد الوقت اللازم للوصول الى أمريكا ليصبح من 18- 20 يوما).  

5 - يعدّ اضافة الى شركة الجسر العربي (أردنية - مصرية - عراقية) لتنويع خطوط النقل البحري خصوصا في ظل التوترات التي يشهدها باب المندب. 

6 - يعزّز المشروع تنفيذ مصر لخطة متكاملة لتنمية وتطوير محاور النقل الدولية متعددة الوسائط «بري سككي نهري بحري» وفي إطار الممر اللوجستي طابا العريش الجاري تنفيذه حاليًا ضمن عدد 7 ممرات لوجستية تنموية دولية متكاملة..وفي مرحلة ثانية: إنشاء خط سكة حديد «طابا العريش بئر العبد الفردان بطول 500 كيلومتر لزيادة حجم البضائع المستهدف نقلها من الخليج والعراق والأردن إلى أوروبا وأميركا.

7 - يتكون الطريق الجديد - بحسب وزارة النقل المصرية - من ممر سككي يربط بين ميناءي نويبع وطابا المخطط تنفيذه على خليج العقبة بموانئ العريش وشرق بورسعيد على البحر المتوسط، ثم ارتباطاً بكافة الموانئ على البحر المتوسط «دمياط أبوقير الإسكندرية الكبير جرجوب» ومنها إلى الموانئ الأوروبية والأميركية.

8 - سيعزّز الخط أوالطريق الجديد منظومة النقل في الأردن عموما، والعقبة خصوصا.

9 - طريق التجارة العربي الجديد يساهم بزيادة معدلات التجارة البينية العربية، ويفتح الطريق أمام تكامل اقتصادي عربي.

10 - بحسب توقعات خبراء فان المشروع خلال عامه الأول سيزيد التبادل التجاري بين الدول الثلاث، كما سيرفع صادرات الأردن بنسبة 11%، وصادرات مصر بنسبة مماثلة، بينما قد تتجاوز صادرات العراق حوالي 6%.

11 - من المفترض أن ينشّط المشروع الاستفادة من اتفاقية أغادير الخاصة بالتجارة بين الأردن ومصر وتونس والمغرب، ويسهّل وصول صادرات العراق والأردن للمغرب العربي.

* وعلى الرغم من كل ما تقدّم فان المشروع يطرح أسئلة كبيرة تحتاج الى تحليل موسّع وفي مقدمتها: 

- ما تأثير المشروع على قناة السويس؟

-..ومشروع «مشروع ممر التجارة العالمي الجديد»؟

- وكذلك مشروع «الحزام والطريق»؟ 

- وهل يقضي هذا المشروع على مخططات اسرائيل الالتفافية على قناة السويس المتعلقة بمشروع «قناة بن غوريون»؟ 

- وما مدى امكانية توسع المشروع ليتقاطع مع جميع تلك المشاريع المذكورة أعلاه، وغيرها، وبما يدعم مشاريع التكامل الاقتصادي والصناعي في الاقليم؟ 

* في النهاية أقول: ربما يكون هذا الطريق أو الخط الجديد حلاّ مهمّا بسبب ما يجري في باب المندب، (دون الادعاء بأنه سيقلّل من أهمية باب المندب أو قناة السويس)..لكنه بالتأكيد سيسهم بزيادة حجم التبادل التجاري بين الدول الثلاث، ويزيد من تنافسية موانئها وصادراتها، ويسهل الوصول الى أوروبا وأمريكا بوقت أفضل وكلف أقل، ويساهم بديمومة سلاسل التوريد.