و كأنه لا ينقصنا في رأس السنة الا الاستماع لـ»ماغي فرح وليلى عبد اللطيف، وميشيل حايك».
و ليلة السحر والنبوءة.. وتعرفون ان هؤلاء الثلاثة هم بالاصل يعملون صحفيين. و في «قدرة قادر» وكبسة زر حمراء انتقلوا من الصحافة الى النبوءة. و حرب غزة وابادة شعب باكمله لا تكفي للباحثين في السياسة عن موطئ امان لقدرهم القادم، والباحثين في الاقتصاد عن صفقات بزنس وسمسرة وتجارة حروب. لماذا يلهثون وراء علوم الغيب؟
ماذا بعد الغيب؟ و ماذا بقى من ويلات ومصائب وكوارث؟ ماذ بعد جهنم غزة؟ أليست غزة هي بداية الطريق الى الجحيم؟!
و ان كنا لا نعلم ونحن نتابع اخبار غزة، هل نحن على الارض او قد وصلنا الى مشارف جهنم وبئس المصير ؟! لا غرابة ان يستمتع الناس في متابعة اخبار المنجمين واخبار التنجيم ليلة رأس السنة.
و لا غرابة ان تسمع عن نبوءة لمزيد من الحروب والكوارث الطبيعية. واقعيا ورياضيا كل الاحتمالات واردة ومفتوحة.. دول الشرق الاوسط على حافة الموت، والفواجع الطبيعية والسياسية والعسكرية لا تطرق الابواب وتستأذن قبل الدخول.
و في لحظة الافلاس والضياع والانهيار يتحول المنجم الى متنبئ وينجر الناس وراءه، ويصبح مخلصا، وهو من يحمل للناس شمعة واعمدة النور ويدلهم الى الهلاك والطريق الى جهنم. عندما تنتفي المسافة بين المعقول واللامعقول في المسرح السياسي الاردني والعربي. و من بدايات ونهايات عام 2023، وهو عام الزلازل والحروب، والمقاومة. و المنجمون كما هم السياسيون بارعون في تدوير الزوايا، وليغدو غير الممكن ممكنا والحقيقي مزيفا والمزيف حقيقيا.
و اكرر نشر رسالة معايدتي للاصدقاء في رأس السنة، 2023 عام المقاومة و2024، عام المقاومة والنصر. صحف ومجلة العرب، لماذا امتنعت هذا العام عن اختيار شخصية العام ؟
اظن انه بعد صمود وصبر مقاومة غزة وبشائر النصر التي تطل و تلوح من عليا غزة، فانه من الصعب والمستحيل ان تعثر على شخصية للعام.
انه عام غزة وشهداء المقاومة، وعام حسن نصر الله، و الاخوين السنوار ومحمد ضيف وابو عبيدة وعبدالملك الحوثي، والعميد يحيى السريع.
وكما يقول المنجمون، وهم ينطقون عن الهوى.. فقد ارتأى بعض صناع وانتاج شخصية العام ان يترك الباب مشروعا على هبوب الرياح، ويمتنع عن اعلان الشخصية.