منذ نشأة الدولة الاردنية وعلى مدى اعوام من نشأتها رافقتها احداث كانت سببا في تراجع تقدم العجلة وتحقيق الاهداف الاستراتيجية، ولنكن واقعيين ان مسيرة المملكة ولموقعها الاستراتيجي الذي كان له اثر في الغالب سلبي وفي بعضه ايجابي وارتباط الجغرافيا مع التاريخ ساهمتا في قوة التأثير على مسيرة التقدم في كافة المجالات، في الوقت ذاته ما زال البعض يتحدث عن المملكة الاردنية الهاشمية بأنها دولة قائمة على تبعات احداث المنطقة حتى اطلق عليه البعض مقولة مصائب قوم عند قوم فوائدُ، في العام 2020 واجه العالم ازمة كورونا وما رافقها من تعطل لعجلة التقدم والتطور ومر على الاردن عامان يتطابق وصفها كما جاء في سورة يوسف علية السلام اعوام عجاف، اغلقت فيها المنشآت وسرح فيها العاملون وتراجع الاقتصاد وانخفض الناتج المحلي وظل الاردن يعاني كما هو العالم حتى عادت عجلة العمل والبناء واطلاق خطط ادارة ما بعد كورونا وخطط ادارة الازمات في القطاعات المختلفة ، ومن ثم تبعتها أزمة اوكرانيا رغم بعدها الجغرافي الا ان اثرها ظهر في المنطقة وبقوة. هذه المقدمة اردت منها تنشيط الذاكره كي نراجع سويا ما تعرض له العالم والاردن على الخصوص نتيجة ازمات ارخت بظلالها علينا وكنا جزءا من هذه المعضلة التي ما ان انزاح بعضها حتى عادت عجلة البناء والتقدم بالعمل كما هو معهود وبدعم ملكي وحكومي كان له اثر في تكثيف عمل دورات الانعاش حتى عاد العمل كما كان. اليوم يواجه الاردن قيادة وحكومة وشعباً حملة مسعورة نتيجة موقفه الرسمي والشعبي السياسي والشعبي بوقوفه مع اخوة الدم والتاريخ والجغرافيا من الشعب الفلسيطني المقاوم في كل فلسيطن هذا الشعب الذي يواجه اداوات عسكرية لا يقدر على مواجهتها دولٌ عظمى فكيف بشعب اعزل لا حول له ولا قوة، هذه المواقف بدأت اثارها تتضح في الشارع الاقتصادي والسياسي وبدأ الضغط على موقف الاردن الرسمي والشعبي يظهر من خلال حملات اعلامية يشنها ويستخدمها ادوات واشخاص ذات اجندات مشبوهة وترتبط بجهات معلوم للجميع اهدافها السياسية والعسكرية والدينية، وهنا يخطر على بال الجميع وخصوصاً ممن يتابع ما يحدث في الميدان داخليا وخارجيا ماذا بعض طوفان الاقصى وما هي اثار موقفنا على كافة الصعد وهل تنبه المواطن والساسة والخبراء في مختلف المجالات لدور كل منهم ما بعد الطوفان، اسئلة يجب ان يطرحها كل منا لمحاصرة ما يمكن ان نواجهه لاحقا، واعتقد ان عقد ورشات العمل للمختصين والتكنوقراط لمناقشة ما بعد الحرب الغاشمة على غزة وطرح تطلعاتنا، اهدافنا الاستراتيجية، الواقع الاجتماعي، الديني، الاقتصادي (بكافة محاوره وتفرعاته ووضع الحلول بما يحافظ على كينونته وعدم اعتمادة على الغير)، العسكري والامني، وغيرها من الملفات التي يجب ان نكون منفتحين لمناقشتها والمصارحة بها وعمل جردة حساب . وهنا يجدر بنا ان نأخذ بالحسبان التوجيهات الملكية لجلالة الملك وسمو ولي العهد دوماً بضرورة الاعتماد على الذات وعدم ترك السفينة تتلاطم ما بين الامواج، اضف الى ذلك اهمية الاسراع بتطبيق مخرجات رؤية التحديث الاقتصادي والسياسي والاداري وتفعيل الاسترتيجيات المقرة وما يرافقها من خطط قابلة للتطبيق بما يتناسب مع واقع الحال يرافق ذلك الاستغلال الامثل للموارد لخدمة الواقع الاقتصادي والسياسي الذي ما ان تنتهي الحرب على غزة ستظهر الاثار السلبية وسيدفع الاردن بكل مكوناته ثمناً باهظاً يجب التنبه له مبكراً وحتى يصبح الاردن بمنأى عن التأثر بأي حدث