سلطان الخلايلة
الأيام القادمة أصعب على الأردن مما مضى وخصوصاً في مسألة التهجير القسري التي يسعى لها الكيان الصهيوني وتبيّن أنها هدفه الرئيسي من الحرب على غزة الآن، وهذا ما يعتبره الأردن خط أحمر، وقدمت الدولة الاردنية بجميع أركانها مؤشرات لإعلان الحرب إذا تمّت محاولات التهجير.
الأحداث المُتسارعة تُحتّم علينا الذهاب نحو وجود لجنة حوار وطني لتقديم الرواية الرسمية ومراجعة السياسات بشكلٍ متوازن لتقديمها إلى المؤسسات المعنية بعد تشخيص المشكلة في الوقت الراهن بصورة موضوعية حقيقية، مما يساهم في تقديم حوارات هامة ومكثفة وتطرح العديد من الأسئلة وتقدّم الإجابات للعمل على تمتين الجبهة الداخلية لضمان قوتها وتوحيدها حيال التداعيات القادمة وكيفية الإبقاء على دعم الصمود الفلسطيني.
الحوار الشامل حول القضية المركزية بالنسبة للأردنيين وحماية الأردن، يرتكز على حديث جلالة الملك ويساند مواقفه حتماً، كما يقدّم رسائل العزم والقوة التي يبعثها من لقاءاته محلياً، وخطاباته في المحافل الدولية وجولاته في العواصم الاوروبية التي أثمرت في تغيير العديد من المواقف الدولية وتوضيح حقيقة الصراع الذي لم يبدأ في السابع من أكتوبر بل أنه صراع منذ عقود مع الكيان الصهيوني.
إنّ البوصلة الأردنية من القيادة إلى الشعب تُشير بوضوح إلى القدس والقضية الفلسطينية منذ تأسيس الدولة وحتى قبل ذلك، فالمواقف الأردنية شاهد ودليل على حجم التضحيات التي بذلها الأردن عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، وكل ذلك في سبيل إعلاء كلمة الفلسطينيين دولياً وأن ينعموا بالأمن والأمان والسلام.
لعلّ ما يدعونا إلى أخذ التهجير على محمل الجد وتنفيذ الخطوات التي تحفظ أمننا وحدودنا هي تصريحات نتنياهو المتزايدة والتي تُشكل مؤشراً قوياً على قرب اجتياح شامل للضفة الغربية وتوسع جبهة الصراع، خلال الأيام المقبلة، ولا ننسى أننا قبل أحداث الحرب على غزة كنّا في حالة توتر بملفات عديدة مع الكيان الصهيوني وأهمها الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والاعتداءات المتكررة بحق المقدسيين وأبناء الضفة الغربية التي كانت وما زالت من جنود الإحتلال.
ختاماً، نسأل الله أن يحفظ غزة العزة وأن يحمي جيشنا المغوار وكلنا إيمان بالقيادة الهاشمية التي لن تكون إلا كما عهدناها تعمل من أجل أردن قوي ينصر إخوانه دوماً، ومع الأردن وللأردن حيث كان وكيفما سيكون، ولن نحيد عن السير مع خُطى القائد المفدى وولي عهده الأمين وجيشنا العربي المصطفوي.