هيئة الأسرى: الاحتلال يحوّل السجون إلى مقابر أحياء

 قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقريرها الصادر اليوم الأحد، إن وتيرة الاعتداء على الأسرى داخل السجون تسير بمنحنى متصاعد منذ البدء بالحرب على قطاع غزة، يتزامن ذلك مع تعتيم شديد من قبل إدارة السجون لعدم فضح الجرائم التي تمارسها بحق الأسرى الفلسطينيين، وفق ما جاء في بيان صدر عن الهيئة.

 

وأوضح البيان أن "زيارات الأهل والمحامين تُمنع، وقامت بقطع الأسرى بشكل كامل عن العالم الخارجي، ونتيجة لما سبق فقد استشهد 6 أسرى نتيجة التعذيب الشديد، كما تتعرض الأقسام إلى اقتحامات شبه يومية، يقوم خلالها الجنود بالاعتداء على الأسرى بالضرب المبرح بالهراوات والبنادق والغاز والأعيرة المطاطية، مما أدى إلى إصابتهم بالرضوض والكدمات والجروح العميقة، إلى جانب كسور في الأيدي والأرجل".

 

وأضاف البيان أن "جنود الاحتلال يتعمدون أثناء اعتقال الأسرى، إلى تكسير بيوتهم وضربهم بشكل عنيف منذ لحظة الاعتقال وصولا إلى التحقيق وانتهاء بالسجن، يتخلل هذا الشتائم والتهديدات والإهمال المتعمد لإصاباتهم وأوضاعهم الصحية، حيث يتم تركهم بشكل متعمد دون علاج، وفي حال قام أحد الأسرى بطلب طبيب، يكون الرد الفوري من قبل الجنود: ‘من يطلب الخروج من القسم للعلاج سوف يتعرض للضرب وسيموت مثلما حدث مع شهداء الحركة الأسيرة الذين استشهدوا أثناء الحرب داخل الأسر‘".

إلى جانب ما سبق، يتعرض الأسرى لجملة عقوبات وتشديدات عنصرية، على النحو التالي:

1. عدم وجود نوافذ ألمنيوم على الشبابيك حيث يعاني الأسرى من البرد القارص، والحرامات المتوفرة خفيفة جدا لا تحميهم من البرد، وقد حاول الإسرى إغلاق النوافذ بالكرتون، إلا أنه في كل مرة حاولوا فيها ذلك يتم مداهمة الغرفة ومعاقبتهم والاعتداء عليهم.

2. الطعام سيء جدا كما ونوعا، حيث يكون بارد ورائحته كريهة، كما أن الكمية المقدمة لـ12 شخصا، لا تكفي سوى لـ4.

3. عدد كبير من الأسرى ينامون على الأرض، لعدم وجود أسرّة كافية وارتفاع أعداد الأسرى بالأقسام إلى ثلاثة أضعاف العدد الطبيعي على الأقل.

4. لا يسمح للأسرى بالخروج إلى الفورة.

5. مدة الاستحمام محددة بـ10 دقائق يوميا وبمياه باردة.

6. الكانتين مغلق بشكل كامل.

7. سحب كافة الأدوات الكهربائية والأغراض الشخصية والملابس، حيث يبقى الأسير بغيار واحد طوال الوقت.

وتتزامن هذه الهجمة الشرسة على الأسرى الفلسطينيين، مع غياب كامل لدور الصليب الأحمر وكافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية في توفير أدنى حماية ومتابعة للأسرى، الذين تنتهك كافة حقوقهم بشكل واضح وبوتيرة يومية وتمارس عليهم سياسة القتل البطيء بشكل ممنهج.

ويواصل جيش الاحتلال تنفيذ حملات اعتقال يومية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وجاء في بيان صدر عن نادي الأسير الفلسطيني أن "قوات الاحتلال الإسرائيليّ اعتقلت منذ مساء أمس وحتّى صباح اليوم الأحد من الضّفة نحو (60) مواطنًا، بينهم خمس فتيات (طالبات جامعيات) وأسرى سابقون، علما أنه جرى الإفراج عن مجموعة منهم لاحقا".

وقالت الهيئة والنادي، إن عمليات الاعتقال تركزت في محافظتي: الخليل، ورام الله، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات، أريحا، جنين، وسلفيت، وبيت لحم، ورافق حملة الاعتقالات عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.

وأكّدت هيئة الأسرى ونادي الأسير أن "الاحتلال ومع تصاعد حملات الاعتقال بشكل غير مسبوق، كثف من عمليات الاعتقال التي استهدفت كافة الفئات، ومنها الطلبة في مختلف الجامعات الفلسطينية، وشكّلت عملية استهداف الطلبة عبر الاعتقال، إحدى أبرز السياسات الممنهجة والثابتة لدى الاحتلال".

وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر المنصرم، إلى نحو 3480، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.

وتأتي حملات الاعتقال المتواصلة، في إطار العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني، والحرب المدمرة على قطاع غزة