قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الجيش الإسرائيلي لم يطأ 80% من أراضي قطاع غزة حتى الآن، وإن العمليات البرية التي بدأت قبل أكثر من شهر تركزت في بعض المناطق والأحياء الواقعة شمالي القطاع.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن تحقيق أهداف الحرب بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يزال بعيدا، ويتطلب اجتياز كثير من التحديات.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يسيطر بعد على بلدة جباليا، ولم يصل إلى حي الشجاعية الذي تكبد فيه خسائر فادحة وخاض فيه قتالا شرسا في حرب عام 2014.
كما أكدت الصحيفة أن كتائب القسام لا تزال تسيطر على معاقل في شمال قطاع غزة، رغم تصريحات القادة العسكريين الإسرائيليين التي قالت إن حماس فقدت سيطرتها هناك.
وفي سياق متصل، قال محلل عسكري إسرائيلي إن حماس "فقأت عين إسرائيل" بمشهد تسليمها أسرى إلى الصليب الأحمر من قلب مدينة غزة مساء الأحد، في استعراض قوة مفاجئ من قبل المقاومة.
وكتب أمير بوحبوط المحلل العسكري بموقع "والا" الإخباري الإسرائيلي أن "لقطات وزعتها حماس تظهر إطلاق سراح المختطفين قرب نصب المقاومة في المدينة، تثير تساؤلات عن مستوى السيطرة الإسرائيلية على المنطقة ومستوى الالتزام بمواصلة العملية".
وفي مقاله "إصبع في عين إسرائيل: الفيديو الذي كشف المالك الحقيقي"، قال الكاتب إن المشاهد التي بثتها كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحماس، أثارت سخط الإسرائيليين، ونسفت رواية جيشهم في الأيام الأخيرة بأنه سيطر على مدينة غزة وقضى على مقاتلي الحركة فيها، حيث بدت المنطقة مناقضة تماما لروايته، إذ خرج مقاتلو القسّام بعتادهم العسكري الكامل، وبدوا مسيطرين تماما على المكان.
وأضاف بوحبوط "أمام مئات المؤيدين ووسط الهتافات، تم إطلاق سراح الرهائن الليلة الماضية في المرحلة الثالثة قرب نصب المقاومة بمدينة غزة، هناك تمثال ليد تحمل أقراص الجيش الإسرائيلي، في إشارة إلى الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول، اللذين يحتجز جثمانهما في قطاع غزة منذ 2014".
وأمام هذه المشاهد، تساءل مشككا "من المالك الحقيقي في غزة؟"، علما أن جيش الاحتلال كان طبّق سياسة الأرض المحروقة وأحدث دمارا هائلا في شمال القطاع قبل أن يقتحم المنطقة، ليعلن لاحقا أنه يسيطر عليها.
وفي حال تم تبادل الأسرى في مرحلته الرابعة المقررة مساء الاثنين بين الجانبين يصبح مجموع ما سلمتهم حماس 50 أسيرا إضافة إلى محتجزين تايلنديين، ويتبقى لديها نحو 190 أسيرا وفق التقديرات الإسرائيلية، بينهم ضباط وجنود وعناصر شرطة ومخابرات.
وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسرت حركة حماس نحو 239 إسرائيليا، وبدأت في 24 من الشهر الجاري تبادل جزء منهم مع قوات الاحتلال التي تحتجز في سجونها أكثر من 7 آلاف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.