عبر القصف الكثيف والقنص المركز والمحاصرة بالدبابات، تمادي جيش الاحتلال الإسرائيلي في تحدي أبسط أعراف القانون الدولي الإنساني باستهدافه المتواصل للمستشفيات ومحيطها في قطاع غزة الذي يتعرض لليوم الـ36 لعدوان دموي خلف آلاف الشهداء والجرحى.
وكانت الأيام الماضية الأكثر دموية، فقد شن جيش الاحتلال حملة وحشية على المؤسسات الطبية أوقعت عددا كبيرا من الشهداء والجرحى بين الطواقم الطبية والمدنيين المرابطين حذو المشافي بحثا عن بقعة أمان تحميهم من كثافة القصف اليومي الذي يضرب شمال القطاع.
وضرب الاحتلال عرض الحائط كل تحذيرات من حدوث كارثة إنسانية تضع القطاع الصحي المتداعي أصلا على حافة الانهيار، في ظل نقص الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء والعدد الهائل من الجرحى ضحايا الحرب المتواصلة منذ السابع من الشهر الماضي.
ويشهد مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة -وهو الأكبر في القطاع- أكثر المآسي قتامة، إذ تواصل قوات الاحتلال تصعيد هجماتها وقصفها المكثف على محيطه وبوابته وقرب ساحته.
وعلى مدى الأيام الماضية شهد المجمع توافد نازحين من شمال القطاع في طريقهم إلى جنوبه، وكانوا بداخله ضمن آلاف آخرين، على خلفية بلاغات وإنذارات إسرائيلية تطالب بإخلاء شمال القطاع.
ويتعرض المجمع ومحيطه لاستهداف مستمر بالقصف من جانب جيش الاحتلال بزعم وجود مقر للمقاومة فيه، وهو ما نفته حكومة غزة مرارا.
وكان مبنى العيادات الخارجية في المجمع تعرض لقصف نفذته طائرات الاحتلال، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى. ويعتبر هذا الاستهداف الرابعَ للمجمع منذ فجر أمس الجمعة.