فزعة أردنية بإنزال مظلي في غزة

على مدار شهر كامل كانت المستشفيات في غزة هدفا يوميا ومباشرا للعدوان الإسرائيلي على غزة، ولا زال العالم يتقصى آثار جريمة الاحتلال في المستشفى المعمداني، واستمر في افتراضاته حول وجود مقاتلين لحماس وبنية تحتية لها، وكان المستشفى الاندونيسي ومحيط مركز الشفاء وغيرها أهدافا لجرائم حرب موثقة مما زاد الأعباء على القطاع الصحي في غزة وجعل اجزاء منه خارج الخدمة عمليا.

 
 

الاردن الذي تقدم المشهد العربي في إدانة العدوان وحشد له علاقاته وامكاناته الاقليمية والدولية أخذ على عاتقه البحث الدائم عن أي مخرج لايصال الدعم الى أهل غزة محذرا من كارثة انسانية حقيقية بسبب شح المقدرات الطبية والعلاجية واللوجستية إثر استهداف الاحتلال للمراكز الطبية وسيارات الاسعاف والكوادر الطبية.

 

وفي خضم انسداد الآفاق أمام اختراق للتعنت الإسرائيلي في تخفيف حدة الكارثة على الشعب الفلسطيني في غزة، قررت الإرادة السياسية الأردنية ايصال المساعدات الطبية الطارئة الى المستشفى الميداني الأردني بعملية عسكرية نفذها سلاح الجو لإنزال الإغاثة الطبية للمستشفى.

العملية أعلن عنها جلالة الملك عبدالله الثاني مؤكدا أن (نشامى سلاح الجو في قواتنا المسلحة تمكنوا من إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جواً للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة) تتويجا لجهود سياسية وانسانية حثيثة في الأيام الماضية ركزت على وجوب ايجاد مخرج لحالة الانغلاق التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على الحركة الدبلوماسية في المنطقة.

بعد دقائق من الإنزال المظلي انشغلت وسائل الاعلام ومراكز التشويش في السوشال ميديا بالحديث عن وجود ضوء أخضر إسرائيلي لهذه الخطوة مع تجاهل تام لأهميتها في إعادة مستشفى يخدم آلاف المرضى الى الخدمة الفاعلة وتمكينه من تقديم الخدمات العلاجية للجرحى والمصابين.

الأردن يرتبط باتفاقية سلام مع إسرائيل، والضوء الأخضر من عدمه هنا ليس له أي أهمية بالمقارنة مع الفائدة والجدوى من استمرار عمل المستشفى الميداني الأردني في تقديم الخدمات الصحية، وإسعاف جرحى العدوان.

التشكيك نفسه في الموقف الأردني استمر حتى بعد استدعاء سفيرنا في تل أبيب وتجميد عودة السفير الإسرائيلي الى عمان، وجاءت عملية إنزال المساعدات الطبية لتكذب شائعات حاولت النيل من الدور المشرف للعسكرية الأردنية، ويجب الاشارة الى انه فيما يخص المستشفى لم تكن هناك معاملة تفضيلية من قبل الاحتلال. يقول مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري: الظروف التي يعيشها الأهل في قطاع غزة تعيش بها طواقم المستشفى الميداني الأردني.

حملات التشكيك ستدور في حلقات مفرغة.. لأن المهم أردنيا هو استمرار عمل المستشفى لضرورته القصوى لأهلنا في قطاع غزة والخطوات الفعلية على الأرض أفضل شاهد ودليل.