قال خبراء عسكريون لرويترز إن القوات الإسرائيلية تتحرك ببطء في هجومها البري على غزة لأسباب منها إبقاء الباب مفتوحا أمام احتمال دخول مسلحي حماس في تفاوض على إطلاق سراح أكثر من 200 رهينة.
ويتناقض الحذر النسبي الذي توخته القوات الإسرائيلية في السيطرة على أجزاء من الأراضي وتأمينها في الأيام الأولى من التوغلات البرية المتواصلة في غزة، مع الأسابيع الثلاثة الماضية التي شهدت غارات جوية متواصلة على القطاع المطل على البحر المتوسط، ويتناقض أيضا مع الهجمات البرية الإسرائيلية السابقة هناك.
وجاء في تقييم من ثلاثة مصادر أمنية إسرائيلية أن عدم الدخول مباشرة إلى المناطق الأكثر كثافة في المباني في غزة بكامل قوة القوات البرية الإسرائيلية استهدف في الوقت نفسه إنهاك قيادة حماس في حملة طويلة، مع ترك نافذة للتوصل إلى اتفاق محتمل بشأن الرهائن المحتجزين.
وقال قائد كبير سابق رفض نشر هويته إنه من خلال التحرك ببطء، يأمل الجيش أيضا أن يؤمن أجنحة القوات الإسرائيلية ويستدرج مقاتلي حماس للخروج من الأنفاق أو المناطق الحضرية الأكثر كثافة والاشتباك مع القوات في مناطق مفتوحة يسهل فيها قتلهم.
وقال عاموس يادلين، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية للصحفيين "شبرا شبرا، ومترا بمتر، في محاولة لتجنب وقوع إصابات وقتل أكبر عدد ممكن من إرهابيي حماس".
وقال بن ميلخ الذي كان قائدا في سلاح الهندسة القتالية عام 2014 ومكلفا بتدمير الأنفاق، إن مهمتهم لم تكن التوغل أكثر من كيلومترين داخل الشبكة آنذاك.
وقال لرويترز "لم يكن يتعين علينا سوى تدمير عشرات الأنفاق، لكن التحدي اليوم سيكون مئات الأنفاق وكيلومترات كثيرة وحصنا حقيقيا تحت الأرض بنته حماس".
وتطهير الأنفاق يواجه صعوبات أخرى تتضمن الرهائن المحتجزين واتخاذ قرارات بشأن إغلاق منافذ التهوية.
وقال ميلخ "في رأيي، هذا هو السبب وراء قيام الجيش الإسرائيلي باتباع مقاربة منهجية أبطأ للتأكد من أنه يغطي جميع قواعدهم ويزيل الأنفاق مع تقدمه حتى لا يتعرض لكمين من الخلف أو من الجانب وهكذا".
وأضاف "لا نريد أن نخسر جنودا، لذا سنتحرك ببطء، وسنتأكد من تقليص الخسائر البشرية بأفضل ما في وسعنا".