خرج قطاع غزة البالغة مساحته 365 كم² ، المكتظ بالسكان منذ مساء أمس الجمعة عن التغطية بشكل شبه كلي، وعزل عن التواصل مع العالم الخارجي.
فقد انقطعت الاتصالات تماماً، وخدمة الانترنت، وغرقت غزة برمتها في المجهول والظلام، تحت نار القصف الجوي والبري الإسرائيلي المكثف.
وفيما تصاعدت أصوات العديد من المنظمات الإغاثية والإنسانية، من ضمنها الهلال الأحمر الفلسطيني وأطباء بلا حدود، والأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، محذرة من مخاطر قطع الاتصالات عن القطاع، رجح عدد من الخبراء أن يطول الأمر.
لاسيما أن الهدف من تلك الخطوة "ضعضعة" دفاعات حماس، وقطع التواصل بين وحداتها.
فيما وصفت مجموعات مستقلة لمراقبة الإنترنت أن هذا التعتيم على الاتصالات هو الأسوأ على الإطلاق منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر.
وفي السياق، قال دوج مادوري، مدير تحليل الإنترنت في شركة كينتيك، وهي شركة في كاليفورنيا تراقب الاتصال عبر الإنترنت على مستوى العالم، إن الأمر قد يستغرق أيامًا عدة وربما يطول أكثر.
كما أضاف في تصريحات لشبكة "سي أن أن" أن غزة شهدت في 2014 انقطاعاً للإنترنت أيضا، إلا أن الأمر لم يكن على هذا المستوى"
من جهتها، وصفت شركة نت بلوكس التي تراقب خدمات الإنترنت ومقرها لندن، الأمر بأنه "نقطة تحول كبيرة في قدرة سكان غزة على إبقاء العالم الخارجي على علم بما يجري على الأرض"
أتى ذلك، بعدما أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية الكبرى (بالتل)، أكبر مزود للاتصالات السلكية واللاسلكية في غزة أن هناك "انقطاع كامل لكافة خدمات الاتصالات والإنترنت مع القطاع"
يذكر أنه إلى جانب القصف العنيف على قطاع محاصر، يشكل قطع الاتصالات والإنترنت كارثة كبرى إذ يمنع التواصل بين الفرق الطبية والإسعاف لنقل الجرحى والمصابين، ما يفاقم معاناة الفلسطينيين في غزة، ويرفع عدد القتلى بحسب ما أكدت العديد من المنظمات الأممية والإنسانية.
كما يدفع بآلاف الفلسطينيين إلى قعر اليأس والقلق لعدم تمكنهم من التواصل فيما بينهم من أجل الاطمئنان على عائلاتهم.
وتمنع تلك الخطوة كذلك، أو تحد من نشر المعلومات حول العالم عن التطورات التي تجري على الأرض داخل القطاع، وحجم الأضرار البشرية والمادية.