حذر اختصاصي الأمراض النفسية الدكتور علاء الفروخ، والمحلل السياسي عامر السبايلة الأردنيين من الوصول إلى حالة التبلد العاطفي، نتيجة كثرة المشاهد المروعة في غزة. واتفق الفروخ والسبايلة في حديثهم، على خطورة وصول الناس إلى مرحلة عدم التأثر بالأحداث الجارية في غزة وعموم فلسطين. ويعرف الفروخ التبلد العاطفي بحالة عدم تأثر الفرد بالأحداث حوله، ليس من قبيل عدم اهتمامه بها، وإنما يحاول حماية نفسه بسبب قسوتها المفرطة.
ووصف الفروخ مشاهدة الأخبار وما تحتويه من مشاهد مروعة لحظة بلحظة بالسلوك الخاطئ، الذي يسهم بارتفاع حالة التوتر لدى الأفراد، فالمشاهدة المتتابعة توصل إلى البلادة وعدم التأثر في نهاية المطاف. ونصح بعدم متابعة الأخبار إلا مرة واحدة أو مرتين، فيما شدد على ضرورة عدم مشاهدة الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون مشكلات نفسية بالمطلق. تبلد المشاعر لا يساعد أهل غزة وأضاف الفروخ إلى أن الشعور بالقهر أو العجز، وهي حالات تسبق تبلد المشاعر، لا يساعد أهل غزة، فالمطلوب مواصلة المشاركة في الوقفات الاحتجاجية السلمية من اجل توقف العداون، وتقديم العون عبر التبرع بالمال.
من جهته قال المحلل السياسي عامر السبايلة لـ"خبرني" لا شك أن هناك جانبا نفسيا لتوالي مشاهدة المناظر المروعة في غزة على المواطنين، كونهم يعتادون على حجم المأساة، ثم تصل فيهم الأمور إلى ذروتها قبل انخفاض التفاعل شيئا فشيئا.
وأضاف السبايلة أن اعتياد رؤية الدم والقتل والأعداد الكبيرة من الشهداء والتأثر بها بشكل يومي يجعلنا اقل عرضه للتأثير لاحقا، واصفا الأمر بالخطر الكبير. الموقف الرسمي بعيد عن العواطف وأكد السبايلة بعد الموقف الرسمي عن العواطف، وأن ما يحركه لاتخاذ المواقف هو حالة الشارع، وبالتالي كلما خفتت حجم التفاعلات اختلفت السياسات والمواقف. وتابع، بالنظر إلى المواقف الرسمية في البداية كانت في تحاول احتواء الغضب الشعبي، فعندما تكون حالة الشارع استثنائية فإنها بلا شك ستكون مؤثرة على الصعيد الرسمي.