خطباء يوم عرفة.. 14 شيخا اعتلوا منبر مسجد نمرة

 تحظى خطبة يوم عرفة بدور مهم في الحياة الدينية والثقافية والاجتماعية للمسلمين في جميع أنحاء العالم.

 

ويعتبر يوم عرفة من أفضل الأيام في السنة الهجرية وأعظمها قدسيةً، حيث تغفر الذنوب وتستجاب الدعوات ويحصل المسلمون على الكثير من الثواب والأجر.

 

ومن خلال مطالعة تاريخ الخطبة في يوم عرفة، تبين تناوب العديد من الخطباء والدعاة على منبر مسجد نمرة بعرفات في مكة المكرمة.

وقد شهدت هذه المنصة العديد من الأسماء البارزة في العالم الإسلامي، والتي قدمت خطبًا مؤثرة ومفيدة للمسلمين في جميع أنحاء العالم.

ويعتبر الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، أكثر الخطباء تأثيرًا ووقوفًا على المنبر في مسجد نمرة بعرفات.

وقدم الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ 34 خطبة في فترة تمتد من عام 1402هـ إلى عام 1436هـ، كانت خطبه تتميز بالأسلوب الرصين والمفيد، حيث كان يتحدث فيها عن موضوعات مختلفة تتعلق بالحج والدين والمجتمع.

وبعد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، جاء الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ الذي قدم 25 خطبة على مدار 25 عامًا متواصلة.

وكان أول من خطب في مسجد نمرة بعرفات هو الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب، بإذن من الملك عبدالعزيز، وذلك عام ١٣٤٣هـ.

ومنذ ذلك الحين، تناوب العديد من الخطباء على المنبر في مسجد نمرة بعرفات، أبرزهم الشيخ عبدالله بن حسن بن حسين بن علي بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب، الذي ظل خطيباً حتى عام 1369هـ، ثم خلفه في الخطبة بمسجد نمرة في موسم حج عام 1370هـ الشيخ محمد بن عبدالله بن حسن آل الشيخ، واستمر في الخطابة حتى عام 1376هـ.

وكلف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن آل الشيخ بالخطابة عام 1377هـ، واستمر فيها حتى عام 1398هـ؛ إذ سافر خارج السعودية للعلاج، وخلفه في الخطبة أثناء موسم الحج عام 1399هـ الشيخ صالح بن محمد اللحيدان.

وعقب عودة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن من رحلته العلاجية ألقى خطبة عرفة عامَي 1400هـ، و1401هـ؛ ليعتذر بعدها عن عدم الخطابة لظروفه الصحية.

ويشهد حج هذا العام 1444هـ تولي الخطيب الـ14 لمسجد نمرة الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد عضو هيئة كبار العلماء، الذي يعد من الدعاة المعروفين في المملكة العربية السعودية، وقد سبق له أن قدم العديد من الخطب في المناسبات الدينية والاجتماعية في المملكة.

يتحدث خطيب يوم عرفة عن موضوعات مختلفة تتعلق بالحج والدين والمجتمع، مثل التوبة والاستغفار، والتعاون والتآزر بين المسلمين، والتعرف على أحكام الحج والعمرة، والتزام المسلمين بالقيم الدينية والأخلاقية في حياتهم اليومية. وتهدف الخطبة إلى تعزيز الوعي الديني لدى المسلمين وتعزيز قيم الإيمان والتسامح والتعاون في المجتمع.

وتتميز خطبة يوم عرفة بأنها تجمع المسلمين من جميع أنحاء العالم، وتوحدهم تحت راية الإسلام والإيمان. وتعد هذه الخطبة فرصة للمسلمين للتفكير في مكانتهم الدينية والاجتماعية والثقافية، وللتعرف على أهمية العمل الخيري والتعاون في بناء المجتمع المسلم.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن خطبة يوم عرفة تشجع المسلمين على الاستغفار والتوبة، وتذكرهم بأهمية الخشوع والتضرع إلى الله في هذا اليوم المبارك.