- أكد عضو اللجنة الوطنية للمضادات الحيوية ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي انه تم استخدام (9) ملايين قطعة مضاد حيوي بالمملكة خلال العام الماضي.
وأضاف : في عام 2022 تم استخدام 9 ملايين قطعة مضاد حيوي، من كافة أنواع المضادات الحيوية الرئيسة، وهذا يشكل زيادة بنسبة 15% عن عام 2021، والذي استخدم فيه 7,8 مليون قطعة مضاد حيوي، بحسب صحيفة الرأي.
وأشار بلعاوي الى ان زيادة استخدام المضادات الحيوية خلال عام واحد بنسبة 15%، تعتبر كبيرة جدا بالنسبة لعدد سكان المملكة والأشخاص الذين يزورون العيادات الخارجية، فتقريبا كل شخص لدينا ومن كافة الفئات العمرية، استخدم قطعة واحدة من المضاد الحيوي بالعام الواحد.
ودعا الى ضرورة النظر بزيادة هذه الأرقام بشكل جاد، لأنها أرقام كبيرة، علما انها تشمل فقط المضادات الحيوية التي تم أخذها في المجتمع من الصيدليات، ولم تشمل التي أعطيت بالمستشفيات، وكانت أغلبها أخذت عن طريق الفم، وجزء بسيط جدا منها، أي ما يقارب نصف مليون قطعة من المضاد، أعطيت بالعضل.
وأوضح بلعاوي ان خطورة سوء استخدام المضادات الحيوية والإفراط في استهلاكها، سيوصلنا الى مشكلة مقاومة الميكروبات لهذه المضادات، وهنا نتكلم عن المضادات الحيوية المستخدمة للبكتيريا وليس الفيروسات، فالفيروسات بكافة أنواعها يفضل علاجها بمعالجة الأعراض عادة، مع أخذ الأشخاص للقاحات، وبالحالات الصعبة فقط يتم استخدام مضادات الفيروسات لها.
أما في حالة استخدام المضادات الحيوية للبكتيريا (الجراثيم)، فإن الإفراط فيها وسوء استخدامها، وفق بلعاوي، سينشئ لدينا سلالات من البكتيريا والأمراض، ستسبب أمراضا تشبه الفاشيات والجوائح التي تصيب بعض المناطق والدول، بحيث نصل في المستقبل، إذا لم يتم تدارك المشكلة، الى ان لا يبقى هناك أي مضاد حيوي نستطيع اعطاءه للمرضى بالمستشفيات، بسبب ان البكتيريا ستصبح مقاومة لهذا المضاد.
ولفت الى ان جميع الدول والدراسات العلمية باتت أكثر تخوفا بموضوع سوء استخدام المضادات الحيوية، لأن مقاومة البكتيريا لها تزداد مؤخرا بشكل ملحوظ، لاسيما في ظل عدم وجود مضادات حيوية جديدة في الأسواق، فهناك شركات أصبحت لا تصنعها بشكل كبير جراء هذه المقاومة وعدم جدواها.
في سياق متصل، نبه بلعاوي من ان عددا كبيرا من الوفيات التي حدثت خلال جائحة كورونا، كان سببها ليس فقط الإصابة بالفيروس، إنما لأن هناك مرضى كانوا مصابين بأمراض كالضغط والسكري وغيرها ومناعتهم منخفضة، وبالتالي كانت تصيبهم عدوى بكتيرية ثانوية، وعند إعطائهم مضادات حيوية للبكتيريا، فإن أجسامهم لم تكن تتجاوب معها بسبب تلقيهم خلال السنوات السابقة مضادات حيوية كثيرة، والإفراط فيها.
وتابع أن أغلب الوفيات كانت انذاك بسبب مقاومة وعدم تجاوب المضادات الحيوية مع العدوى البكتيرية الثانوية، والتي سببت للمرضى التهابات بالرئة أو الجهاز الهضمي أو الكلى، أو أي جهاز بأجسامهم، وبالتالي وفاتهم.