في الحديث امتحانات الثانوية العامة

تنطلق اليوم الخميس مجريات امتحان شهادة الدارسة الثانوية العامة لعام ٢٠٢٢ / الامتحان العام ، حيث كانت قد اعلنت وزارة التربية والتعليم انتهاء كافة الإجراءات الاستعدادية في جهود كبيرة بما يتعلق بتهيئة الأجواء النفسية المناسبة والهادئة التي تبعث على الطمأنينة لإجراء الامتحان ، فرغم ان وزارة التربية تدرك مدى اهمية هذه الامتحانات خاصة على المستويات التحصيلية للطلبة ، الا ان من الواضح ان هناك مضاعفة للجهود من قبل الطواقم العاملة خاصة في الإجراءات الكفيلة بانجاح هذا العمل وبكل همة ومسؤولية  .

 

اننا نعي تماماً ان وزارة التربية والتعليم يهمها الحفاظ على هذا "الإرث التاريخي" المتمثل بامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة ليبقى بنفس المكانة ، امتحاناً وطنياً سيادياً ، تكافح من أجل رُقِيِّه وتسعى الى تطويرِه ، حيث أن هذا الامتحان يعكس بالضرورة التطلعات والطموحات وتحقيق الآمال والأهداف التربوية المنشودة ، فهو نتاج عمليات تربوية تراكمية استمرت على مدى ١٢ عام دراسي وصولاً الى تشكيل هذا النتاج ، والذي هو هدف من الأهداف العليا التي نطمح لها ، لذلك من الضروري أن تبقى عملية تقويم الطالب في نهاية المرحلة الثانوية موضوعية ودقيقة وصادقة وتخضع لأسس ومعايير تربوية سليمة .

اننا نعي تماماً ان امتحانات الثانوية العامة هي امتحانات تحكمها بالتأكيد الخطوط العريضة الموضوعة والأهداف التربوية المأمولة ، إضافة إلى معايير عمليات التقويم والقياس التي تنص على الشمولية في الاسئلة وتنوعها وتوافقها مع مستويات التفكير العقلية عند بناء التقييم ، لتميز الطلاب بعدالة ، وأحقية الطالب المتفوق للتميز الذي يرسم لنا صورة مشرقة للنظام التعليمي الأردني ، فالامتحانات بالمجمل تناط بدور الخبرة ، وثقتنا عالية بدار خبرتنا المتمثلة بإدارة الامتحانات والاختبارات بوزارة التربية والتعليم ، والمشهود لها ذلك على مدى تاريخها الذي هو بعمر الأردن ، فما يهمنا المحافظة على السمعة الطيبة لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة ، والأخذ بالإجراءات الكفيلة بالحفاظ على مستواه القياسي المأمل ، ذلك من أجل ضمان مستقبل أبنائنا الطلبة في مختلف نواحي الحياة العملية والاكاديمية .

اننا ونحن نتحدث عن مرحلة مهمة من حياة أبنائنا الطلبة وهم مقبلون على الدخول إلى قاعات الامتحان ، فمن واجبنا استغلال طاقاتنا الايجابية لزرع رسالة طمأنة محصنة بالذكاء العاطفي لكافة اولياء الامور والطلبة ، يكون مضمونها الكلمة الطيبة في نفوس عطشى لنسقيها بحب و اهتمام وثقة بالنفس ، ولتجعل قلوبهم تنتشي راحة وهداة بال وثقة بان القادم جميل ، ونزرع فيهم ايضاً مزيداً من التفاؤل بالمستقبل في ديمومة الحياة المعاصرة ،  فنحن نحتاج الأن الى الابتعاد عن العصف التوتري الذي يعبد الطريق نحو المنطق التخوفي المستشري الذي يربك الطلبة ويوترهم ، رغم ان طلبة الثانوية العامة يترقبون ما ستحمله لهم الأيام القادمة ، والتي لا يمكن تجاوزها إلا بالإرادة القويّة ، فما نحتاجه الابتعاد عن رفع منسوب رهبة الامتحانات لدى بناتنا وأبنائنا في هذا الوقت .

علينا أن نطمئن لإجراءات وزارة التربية والتعليم والتي كان من اهم التوجيهات التي صدرت عنها والتي وجهتها للمشرفين والمراقبين في القاعات منح الطلبه المزيد من الوقت لتهيئتهم نفسيابهم في القاعات ، وذلك قبل توزيع ورقة الامتحان ، لتهدئة الطلبة وتحقيق نوع من الألفة ما بينهم وبين المكان ، علاوة على منحهم المزيد من الوقت الاضافي بعد الامتحان ، ما من شأنه تعزيز الشعور بالهدوء النسبي والسكينة ، ما يمنح الطلبة شعوراً بالأمان ، 

واخيرا بقي ان اقول لطلبتنا الاعزاء ان الإرادة الصادقة لكل واحد فيكم ، تشبه قوّة خفيّة تسير خلف ظهره، وتدفعه دفعاً للأمام على طريق النجاح، وتتنامى مع الوقت حتّى تمنعه من التوقّف أو التراجع ، فلا شيء ضروري لتحقيق النجاح بعد التوكّل على الله أكثر من المثابرة والجد والاجتهاد  لأنّها تتخطى كل العراقيل ..

وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم متمنيا لكم النجاح والتفوق